السبت، 23 أبريل 2011

أنا هارشح نفسى للرئاسة

لا تستغربوا من العنوان الذى قد يبدو صادمًا لكثيرٍ منكم، فمن حقى وحقك أخى الشاب ألا نقف فى صفوف المشاهدين أو المتابعين، نشاهد الحملات الانتخابية والكلمات الرنّانة والوعود الذهبية من كل مرشح، ومع كامل احترامى لجميع المرشحين الذين أعلنوا نيتهم للترشيح للرئاسة، لم أجد فيهم من يمثلنى أو يشعر بما فى داخلى كشاب مثل كل الشباب، ضاعت أحلامه وحياته على أعتاب قصر مبارك وحاشيته.

جميع المرشحين للرئاسة تجاوز عمرهم السبعين باستثناء المستشار هشام البسطويسى، وبالتالى لن يشعروا بمشاكلنا كما نعيشها، ومقترحاتهم لحل هذه القضايا ونتيجة ما سمعت من بعضهم هى حلول تقليدية وغير فعّالة، وتحقيقها مرتبط بوجود شخص معين كرئيس، ولا يرتبط بسياسة دولة.


لأن مصر من المفروض أن يكون لها أسلوب واضح فى الإدارة تتبعه كل مؤسسات الدولة، وأن تصبح سياساتها واضحة لا تتغير بتغير الأشخاص والمناصب، وأن يصبح لنا منهج نسير عليه، وأن نتعلم كيف نخطط للمستقبل البعيد، وأن نبنى لأولادنا قبل أن نبنى لأنفسنا، فإصلاح التعليم لن أجُنى أنا ومن فى سنى ثماره، بل ثمارهُ سيجنيها الجيل القادم، وكذلك إصلاح الزراعة والصناعة والتوسع العمرانى أو ما اقترحه الدكتور فاروق الباز تحت مسمى (محور التنمية) وغيرها من المشاريع الحقيقية العملاقة.


لم أجد من المرشحين من يتحدث عن الصحراء الغربية المليئة بالثروات البترولية وأراضٍ كثيرة تصلح للزراعة، لم أجد منهم من يضع خطة لتطهيرها من الألغام، أو مقاضاة الدول التى وضعت هذه الألغام بها، لم أجد أحداً منهم يتحدث عن الصعيد وعن مشاكله، وكيف سيشجع المستثمرين الذين يعلنون نيتهم فى الاستثمار فى هذا الجزء المهمل من مصر لعقود طويلة.


لم أجد منهم من يتحدث عن محافظتى الوادى الجديد ومرسى مطروح، هاتان المحافظتان ذات الكثافة السكّانية المنخفضة، لم أجد أحداً منهم يتحدث عن طرق جذب المواطنين للعيش فى هذه المدن، ولم أجد أحداً يتكلم عن سيناء ووضعها الحالى، ويعترف بأن سيادة مصر على سيناء منقوصة وغير كاملة وتجب إعادة النظر فى بعض بنود كامب ديفيد، أو يشرح وجهة نظره فى كيفية مساندة القضية الفلسطينية بصفتنا مساندين ومؤيدين لها، وليس بصفتنا وسيطا يقرب وجهات النظر بينها وبين المحتل.


الحلول التقليدية والإجابات الدبلوماسية لم تعد تجدى، نريد ثورة فى الأفكار، وشجاعة فى الإقدام، ولا نشغل أنفسنا (بالدولة العلمانية أو الدينية)، لأنها شعارات لكسب التأييد، وستار يخفى وراءه الكثير والكثير لأصحاب المصالح والأهواء.

هناك تعليقان (2):

  1. مدونة رائعة وجميلة شكرا لك واتمنى لك مزيد من النجاح ..

    ردحذف
  2. مقال رائع وفكرة ممتازة شكرا لك على المدونة الرائعة ..

    ردحذف