السبت، 31 يوليو 2010

ياااااااجماعه ادى الحزب الوطنى ومقره طب وبقيت الاحزاب مقرهاااااااا عامل ازااااى ؟؟؟؟؟






فلوسنااااااااااااااااااااااااااااا .... حرااااااااااااااااااااااااام

الشورى وموهوبات سجن القناطر


قيمت الأفراح والليالي الملاح في جميع ربوع مصر المحروسة؛ ابتهاجًا بالنجاح الباهر الذي حقَّقه طويل العمر مولانا الحزب الحاكم على جميع منافسيه في الاستنخابات الأخيرة. ولم يكن النجاح في الاتنخابات هو سبب الفرحة الغامرة، في طول مصرنا العامرة وعرضها، ولكن يرجِّح الناس أنَّ ما استحدثه طويل العمر مولانا الحزب الحاكم هذه المرة يقف وراء سعادة الرعية، وسرورهم الكبير، وغبطتهم الطاغية. فلأول مرة في تاريخ مصر والسودان، تتقدَّم للانتخابات صاحبة سوابق، محكوم عليها من القضاء بالسجن حكمًا غير قابل للنقض. ولم تسجِّل كتب التاريخ حدثًا كهذا، ولم يوجد في أوراق البردي، وحتى لم ينقش على أوراق الكلينكس والتواليت، منذ عهد مينا موحد القُطرين، إلى عهد الوزير مُوَلِّع القَطْرِين!. وقد عبَّرت الجموع الغفيرة من رعايا طويل العمر وطويل التيلة مولانا الحزب الحاكم عن فرحتها بأساليب عديدة، برهنت عن قوة الحراك السياسي لحكومات الأجانب، وللدول صاحبة المصلحة في استقرار الأحوال في المسألة المصرية. وأصبح واضحًا لعين كل مراقب أننا نأخذ قضية النهضة المصرية والتطور الديمقراطي مأخذ الجد، ولا يدخر طويل العمر طويل النفس مولانا الحزب الحاكم في سبيل تحقيق ذلك جهدًا ولا أمنًا مركزيًّا ولا فرق كاراتيه ولا بلطجية ولا سوابق ولا محتكرًا ولا مقامرًا ولا بائع تأشيرات ولا تابع راقصات ولا مقتحمًا للمراكز الشرطية ولا قاتل راكبي العبارات.. إلخ. وقد تجلَّت مظاهر التفاعل الجماهيري الدراماتيكي السبهبلوجيولكي في الأصوات التي حصل عليها مرشحو طويل العمر طويل القامة مولانا الحزب الحاكم ولم يسبق لها مثيل، ولم يحصل عليها مرشح مصري من قبل؛ إذ اقترب عدد الأصوات التي حصل عليها مرشح في مديرية الشرقية المتاخمة لمديرية الدقهلية ومدن القنال من نصف مليون صوت صحيح، وهو ما يرشِّح فخامة حظرته لمنافسة رئيس دولة الولايات المتحدة الأمريكانية وضمان الفوز عليه وعلى من هو أتخن منه ومن أبيه!. ولم يسجِّل تاريخ البشرية حدثًا مهمًّا لمظاهر التفاعل الجماهيري الدراماتيكي السبهبلوجيولكي ومدى تعلُّق الجماهير وحبها لحزبها الحاكم، مثل تفاعل نزيلات سجن النساء بالقناطر الخيرية مع نجاح صاحبة السوابق واكتساحها الاستنخابات بفارق مهول من أصوات المستنخبين.
وقد أبرزت وكالة الأخبار والأنباء على النحو والصرف والري التالي:
- أرسلت نزيلات سجن القناطر برقية تهنئة لنائبة السوابق، بعد التأكد من صحة الخبر القائل بنجاحها وعدم وقوع أية نزيلة تحت تأثير مخدّر ما، وكذلك سلامة القوى العقلية لمروجي هذا الخبر، وثبوت عدم تعاطيهم الكوكايين أو المخدر المعروف بالحشيش أو الأفيون.
- تلقَّى الحزب الذي تنتمي إليه نائبة السوابق برقية عتاب شديدة اللهجة من رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم، يطالبه فيها بمدِّه بالخبرة اللازمة للصفاقة في مواجهة الناس، خاصةً بعد فضيحته النازية المدوية في جريمة أسطول الحرية.
- تصاعدت ثورة المسجّلات في الآداب أمام أقسام الشرطة في شتَّى المديريات والأقاليم، وبدأن في التجهيز لمظاهرة حاشدة أمام البرلمان؛ للمطالبة بمساواتهن بالبلطجيات وأصحاب السوابق، فهنَّ لسْنَ أقلَّ من البلطجيات اللاتي وفَّر لهنَّ طويل العمر طويل اليد مولانا الحزب الحاكم فرص عمل غير شريفة في مواسم الاستنخابات، كما قرَّرْنَ عدم التنازل عن إقرار "كوتة" خاصة بهنَّ ليكون لهنَّ ممثلةٌ أو أكثر في المجالس النيابية؛ تطبيقًا للعدل والمساواة بصاحبة السوابق.
- رصدت جمعيات حقوق المرأة ازدياد حالات انتحار الشريفات من ذوات البيوتات الكبيرة وبنات العائلات الأصيلة؛ خشيةَ ذكر أسمائهن في المجالس السياسية التي يتعاطاها المصريون هذه الأيام في القهاوي والمنتديات، وهو ما اعتبرنه مساسًا مخلاًّ بشرفهنَّ وسمعتهنَّ وأخلاقهنَّ، بعد دخول صاحبات السوابق إلى الساحة السياسية؛ بفضل طويل العمر طويل التيلة، طويل النفس، طويل اليد طويل اللسان.. مولانا الحزب الحاكم.

كنيسة أمريكية متطرفة تدعو إلى حرق القرآن الكريم!

دعت كنيسة في ولاية فلوريدا الأمريكية إلى إحراق نسخ من القرآن الكريم علنًا في الذكرى التاسعة لأحداث 11 من سبتمبر2001م؛ الأمر الذي أثار ردودًا من مؤسسات إسلامية حذَّرت من أن هذا العمل قد يؤجِّج مشاعر الكراهية. وقالت كنيسة "دوف وورلد أوتريش سنتر" بمدينة جينزفيل في صفحتها على الـ(فيس بوك) لتخصيص "يوم عالمي لحرق القرآن"،- على حد قولها-، ووجَّهت نداءً إلى الجماعات الدينية للانضمام إليها لمواجهة ما أسمته "شرور الإسلام"، والوقوف بوجه ما نعتته "الإسلام الشيطاني"!!. وأثارت تلك الدعوة ردود أفعال غاضبة في أوساط مسلمي أمريكا، وانتقد مركز العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) الدعوة، وأعلن عن أنه لن "يقوم بأي تحرك لإيقاف دعوة الكنيسة" حتى لا يجلب لهذه الدعوة أي اهتمام أو انتباه إذا كان هذا هو مقصدهم. وقال رمزي شلش المتحدث باسم المركز: "إن الإسلاموفوبيا في تزايد للأسف في فلوريدا وعلى المستوى الوطني"، وعبَّر عن خشيته من أن يؤدِّي هذا الأمر لتعرض المسلمين أو مساجدهم لهجمات. وحمّل القس تيري جونز راعي الكنيسة الإسلام مسئولية هجمات سبتمبر، قائلاً: "إن الإسلام وشريعته هما المسئولان عن أحداث 11/9"، حسب ما صرَّح به لوكالة (الصحافة الفرنسية). وأضاف جونز- الذي ينظِّم الحدث- أنهم "سيحرقون نسخ القرآن"؛ لاعتقاده بأن الوقت حان للمسيحيين والكنائس والسياسيين ليقفوا ويقولوا إن "الإسلام وشريعته غير مرحب بهما في الولايات المتحدة"!!. يُذكر أن للقس جونز كتابًا باسم "الإسلام هو الشيطان" يُباع عبر الموقع الإلكتروني، كما يسوق قمصان كتب عليها العنوان نفسه.

الخميس، 29 يوليو 2010

لكم من عام ٢٠٤٠ وقائع الخطاب التاريخى


وقائع الخطاب التاريخى الذى يلقيه ابن مصر البار وبانى نهضتها الحديثة وبطل السلام والطاقة وصاحب الضربة الذرية من مسقط رأسه قرية أبيار بمركز كفر الزيات الغربية :
أعزائى مشاهدى ومشاهدات تليفزيون جمهورية مصر العربية مرحبا بكم فى هذا اليوم التاريخى المجيد، هذا رئيس قطاع الأخبار هيثم عبداللطيف المناوى يحييكم من استديو القطاع حيث ننقل لحضراتكم الخطاب التاريخى الذى يلقيه ابن مصر البار وبأنى نهضتها الحديثة وبطل السلام والطاقة وصاحب الضربة الذرية ورجل الدستور والقانون ومؤسس الدبلوماسية المصرية الحديثة السيد الرئيس القائد الدكتور محمد مصطفى البرادعى من مسقط رأسه قرية أبيار بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، والتى تفخر بأنها قدمت هذا الرجل العظيم إلى مصر والعرب والعالم .
لحظات وننتقل إلى إذاعة خارجية لنقل وقائع الخطاب التاريخى، لكن اسمحوا لى أن أرحب بضيوفى فى الأستديو الذين سيتابعون معنا خطاب السيد الرئيس ويتشرفون بتحليله وتأمله معنا، وبالطبع طبقا لتوجيهات السيد الرئيس بتعزيز مناخ الحرية السياسية الذى بدأ فى عهد سيادته، حرصنا على أن يكون ضيوفنا ممثلين لجميع التيارات السياسية الشرعية وغير الشرعية فى مصر، ابتداء أرحب بالخبير الاستراتيجى الأول فى مصر الدكتور فرحان عبد المنعم سعيد، والكاتب الكبير سرايا أسامة سرايا، رئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، والكاتب الكبير إبراهيم محمد على، رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، والكاتب الكبير جيد ممتاز القط، رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» والكاتب الكبير سياف مجدى الجلاد، رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم »،
وعن الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم يشرفنا حضور الدكتور بدر على الدين هلال الأمين العام للحزب ومن أحزاب المعارضة يشرفنا السيد شادى جمال مبارك رئيس الحزب المباركى والسيد أباظة محمود أباظة رئيس حزب الوفد والدكتور يمينى رفعت السعيد رئيس حزب التجمع والسيد عريان عصام العريان ممثل جماعة الإخوان المحظورة والسيد مضارع أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط تحت التأسيس، وكان من المفروض أن يكون معنا السيد قنديل عبدالحليم قنديل ممثلا عن حركة كفاية الاحتجاجية لكننا فوجئنا بأنه أغلق تليفونه المحمول ولم يعتذر حتى عن المشاركة معنا. أهلا بحضراتكم جميعا .
أعزائى المشاهدين والمشاهدات، تحتفل مصر اليوم بهذا العيد المجيد، عيد الدخول، الذى يوافق الذكرى الحادية والثلاثين لدخول رئيسنا المفدى الدكتور البرادعى فى صفوف الحزب الوطنى الديمقراطى المجيد، بعد أن تلقى دعوة تاريخية من الفقيه الدستورى الدكتور أحمد فتحى سرور أمد الله فى عمره بالانضمام إلى الحزب ،
ربما لا تذكر الأجيال الجديدة كيف كانت مصر وقتها تعيش فى أحلك عصور الظلام بعد أكثر من ثلاثين عاما من حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، كان رئيسنا المحبوب البرادعى قد ترك فى ذلك الوقت منصبه الدولى الرفيع كرئيس لهيئة الطاقة الذرية والذى قام خلال توليه له بتغيير تاريخ العالم وأنقذه من أكثر من حرب عالمية محققة، ورفع اسم مصر عاليا إلى النجوم، كان من الممكن أن يستمر بعدها فى قضاء عمره خارج مصر،
أو يستجيب لدعوات الأحزاب المعارضة له بأن ينضم إلى صفوفها، لكنه بخبرته السياسية العريضة أدرك أن الحل الوحيد لخدمة وطنه لن يكون إلا من داخل قواعد الحزب الوطنى الديمقراطى لكى يجنب مصر الدخول فى أى مهاترات أو أزمات سياسية، واستجاب الرئيس السابق مبارك لإلحاح جماهير الشعب ورفض ترشيح نفسه فى انتخابات عام ٢٠١١ ووافق على ترشيح قيادات وقواعد الحزب للدكتور البرادعى الذى اكتسح الانتخابات الرئاسية بنسبة ٩٩ وتسعة من عشرة فى المائة، وهو ما سيظل التاريخ يحسبه له برغم كل شىء وأرجو ألا يغضب منى السيد شادى،
إذ يكفى جده أنه أنعم علينا بهذا الرئيس الذى لم تكن مصر لتتمنى أبدا أفضل ولا أعدل ولا أجمل ولا أحكم منه، تأتى أهمية هذا الخطاب لكونه يسبق الانتخابات الرئاسية التى من المقرر عقدها فى العام القادم ٢٠٤١ وقد زاد اللغط الذى تصدره بعض الأصوات المعارضة والتى سنستمع إلى أصواتها اليوم طبقا لتوجيهات السيد الرئيس أن نترك الجميع يتكلمون بكل حرية، هذه الأصوات أخذت تثير تكهنات تقول إن السيد الرئيس المفدى الدكتور البرادعى حفظه الله لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة، هذه الأصوات التى استغلت مناخ الحرية أخذت تثير اللغط حول صحة السيد الرئيس ،
مع أن جميع المواطنين يدركون وهم يرون كل يوم زيارات سيادته الميدانية لكل مواقع الإنتاج والتى يبدو أن سيادته فيها لم يتأثر أبدا بتجاوزه لسن المائة، وأن بنيته الصحية القوية وسنوات عمله الطويلة خارج مصر أفادته صحيا عكس غيره من السياسيين، كل هذا سنناقشه بالتفصيل بعد خطاب سيادته الذى من المقرر أن يضع فيه النقاط على الحروف، لا أريد أن أطيل عليكم أكثر،
فالزملاء يخبروننى بضرورة الانتقال إلى كفر الزيات حيث وصل السيد الرئيس القائد الدكتور البرادعى إلى مقر المدرسة الابتدائية التى تلقى فيها تعليمه فى قريته أبيار، والتى يلقى منها خطابه التاريخى بحضور لفيف من أبناء شعبه، فإلى زميلنا أبونهار مسعد أبوليلة من هناك الذى يقف بداخل القاعة. أبونهار معك الميكروفون .
أبونهار: شكرا لك عزيزى هيثم وأهلا بك وبضيوفك فى هذا اليوم التاريخى المجيد، أنا الآن فى هذه اللحظات المهيبة حيث ننتظر دخول السيد الرئيس حفظه الله إلى ساحة مدرسته حيث ينتظره كبار رجالات الدولة وممثلون عن جميع قطاعات شعبه، ها هو السيد الرئيس يدخل إلى القاعة منتصب القامة موفور الهمة والنشاط متألقا مشرقا حيث يدوى تصفيق حاد وغير مسبوق لسيادته، وها هى الهتافات التلقائية تنبعث من جميع أرجاء القاعة، سأترككم لتسمعونها بأنفسكم أعزائى .
هتافات: بالروح بالدم نفديك يا برادعى.. يا برادعى سير سير.. إحنا وراك مهما يصير.. الأسفلت منور ليه.. من حلاوة البرادعى عليه.. أول ضربة ذرية.. فتحت باب الحرية.. إدى إدى إدينا كمان حرية.. مش كفاية مش كفاية إحنا معاك للنهاية.. الحق الحق الحق.. البرادعى أحق.. ما تسيبناش ماتسيبناش.. يا البرادعى يا بلاش.. ريس غيره ما يلزمناش.
أبونهار: يبدو على السيد الرئيس التأثر البالغ بهذه الحفاوة التلقائية التى يلقاها من أبناء شعبه، يتجه السيد الرئيس إلى المنصة التى سيلقى منها خطابة التاريخى، وتصمت الجماهير انتظارا لهذا الخطاب التاريخى. نترككم بل ونترك التاريخ كله مع السيد الرئيس محمد حسنى البرادعى. آسف جدا أعتذر عن هذه الزلة غير المقصودة.. معكم السيد الرئيس محمد مصطفى البرادعى.
(يصل السيد الرئيس إلى القاعة حيث وضع أحد مساعديه له أوراق خطابه.. ينظر إلى الأوراق ثم يصمت قليلا.. ويسود القاعة صمت تام ثم يبدأ السيد الرئيس فى إلقاء خطابه).
بسم الله الرحمن الرحيم. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». صدق الله العظيم. أيها الأخوة المواطنون والمواطنات. يا أبناء شعبى العظيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإخوة والأخوات. تخوض مصر فى هذه الفترة من تاريخها منعطفا تاريخيا حاسما يتوج كفاحا قاتلنا فيه سويا ومازال أمامنا قتال طويل لكى نخرج من عنق الزجاجة الذى تحمله المواطن المصرى محدود الدخل والذى كان دائما فى قلبى وعقلى وكنت حريصا عليه كل الحرص كما تعلمون جميعا.
(يتوقف السيد الرئيس فجأة عن إكمال خطابه.. يسود القاعة صمت مطبق. يغلق الملف الذى يحتوى على أوراق الخطاب وينظر إلى القاعة ثم يقول بعد صمت).
باقولكو إيه.. ماتيجو النهارده نبعد عن الكلام الرسمى ونتكلم بالبلدى كده كلام من القلب.
(يندلع تصفيق حاد من القاعة وتعود الهتافات من جديد.. ويقف محافظ الغربية ليقول بصوت جهورى).
المحافظ: الله عليك ياريس.. إيه الحلاوة دى يا ريس.. يا سلام يا ابن مصر العظيم.. حبيناك من قلوبنا وجايين نسمعك من قلوبنا.. اتكلم زى ما انت عايز.. فكلنا آذان صاغية.. وسائرون خلفك إلى النهاية.
(يصفق الجميع وينظر الرئيس إلى المحافظ مبتسما)
الرئيس: إيه ده.. ده إنت بتقول شعر أهوه.. طيب يا سيدى.. بصوا بقى أنا هاتكلم كده بالبلدى بس مش عايز هتافات.. بلاش تقاطعونى كتير.. أنا عارف مشاعركم وواصلانى والله.. أنا عارف إن فى أسئلة كتير جواكم وأنا زيكم باسمع الكلام اللى بيتقال اليومين دول سواء فى جرايد المعارضة وبرامج النكد بتاعة بالليل (تصفيق) والقنوات إياها بتاعة بره اللى صحابها فاكرين إنهم لما يطلعوها هيعملوا لبلادهم سعر وهيقدروا يلووا دراع مصر ويغسلوا دماغ شعب مصر ..
وأنا باقولهم لأ شعب مصر صاحى وفاهم ومابياكلش من الأونطة.. (تصفيق).. حد فيكو يقولى طيب لما إنت سامع كل الكلام اللى بنسمعه إنت ساكت ليه.. وإنتو عارفين أنا عمرى ما بابنى قرارى على كلام وانفعالات.. أنا باتحرك فى الوقت المناسب وفقا لما تقتضيه مصلحة مصر.. ساعات الكلام بيبقى فيه تجاوز وناس بتطول لسانها بس أنا باقول وماله.. فى الآخر الناس عارفه كويس إيه اللى ورا الكلام ده.. ومين اللى بيحرك اللى بيقولوه.. ومين اللى بيدفع لهم.. هه.. مش كده.. إنتو عارفين كل حاجة.. (تصفيق) كل واحد من دول إيده فى المية مش فى النار.. وكل واحد فيهم شايل هم نفسه.. إنما أنا شايل هم مية وخمسين مليون مواطن.. وهافضل شايل همهم لغاية آخر نفس فى حياتى (تصفيق).
دلوقتى بعد الجملة دى هيطلع بتوع المعارضة ويقولولك بس الريس قال كده يبقى هيرشح نفسه الانتخابات الجاية.
(يقف شاب ليهتف يا البرادعى يا بلاش.. ريس غيره مايلزمناش.. فيشير الرئيس إليه شاكرا).
انت رفيع أوى بس صوتك جايب آخر القاعة.. شكرا يا سيدى.. المسألة ماهياش مسألة ترشيح ولا عدم ترشيح.. المسألة أعمق من كده بكتير.. من يومين سمعت فى القناة إياها واحد من المعارضة سايب إعلام بلده وطالع هناك يتكلم بالدولار عشان يشتم فى بلده.. بيفكرنى إنى قلت أول مامسكت الحكم إنى مش هارشح نفسى غير فترة رئاسية واحدة.. كإنه بسلامته بيقول مفاجأة..
آه أنا قلت كده.. بس أنا رشحت نفسى للفترة التانية بناء على طلب مين.. مش بناء على رغبة الملايين اللى خرجت فى شوارع مصر بتتهمنى بالتخلى عنها لو سبت الحكم.. هل كان المفروض إنى أسيب البلد للمجهول عشان أرضى رغبة مراهقين سياسيين.. التغيير بالنسبة لهم أشخاص مش سياسات.. فى كل مرة كنت بارشح نفسى تانى بناء على إيه.. مش بناء على رغبتكو.. ولما طلبت بنفسى إن المادة سبعة وسبعين فى الدستور تتعدل وتتحدد فترة الرئاسة مين اللى رفض الطلب ده فى استفتاء شعبى نزيه.. مش الشعب.. مش الديمقراطية هى حكم الشعب.. طيب ليه ناسيين ده يابتوع المعارضة.. (تصفيق).
هم للأسف فاكرين إن الشعب ذاكرته ضعيفة.. فاهمين أن الأجيال الجديدة مش عارفه الحقائق.. وأنا باقولهم لأ الشعب هو المعلم.. الشعب هو الذاكرة.. الشعب المصرى مابيتضحكش عليه أبدا.. كلكو فاكرين لما أنا استلمت الحكم.. البلد كانت عامله إزاى.. بتوع المعارضة ناسيين أو عاملين فيها ناسيين.. ناسيين القطارات اللى كانت بتولع كل شهر فى الغلابة.. ناسيين الفشل الكلوى اللى ضرب المصريين زى الوباء بسبب مياه الشرب الملوثة والطلمبات الحبشية ..
ناسيين التيفود وأمراض الكبد اللى انتشرت فى البلد لما كانوا بيرووا الخضار والفاكهة بمية المجارى.. ناسيين الشباب اللى كانت بتغرق فى البحر من الفقر والعبارات اللى كانت بتغرق بالحجاج والمعديات اللى كانت بتغرق فى النيل.. والطرق اللى كانت بتموت المئات كل شهر والتانى.. ناسيين الديون اللى كانت مبهدلة البلد والضرايب اللى كانت كاويه العباد.. ناسيين الفتنة الطائفية والتعليم الخربان والمستشفيات اللى الداخل فيها مفقود والخارج مولود.. ناسيين معدل النمو اللى وصل سبعة فى المية.. صحيح إنه نزل اليومين دول لتلاته فى المية بس هنعمل إيه أزمة عالمية مش ذنبى أنا يعنى.. ناسيين إنى رفضت الانجرار وراء كل محاولات توريط مصر فى حروب مع الجزاير وتونس وليبيا والمغرب بعد اللى عملوه فى المشجعين بتوعنا فى كل تصفيات كأس العالم اللى فاتت.. ناسيين إنى من أجل مصر عليت الجدار العازل على حدود غزة وخليته تلات أدوار عشان الفلسطينيين اللى كانوا بيقفزوا بالزانة ويهددوا أمن مصر القومى.. ناسيين الشركة القابضة للأنفاق اللى عملتها عشان دخل تجارة التهريب يروح لمصر وأبناء مصر.. ناسيين الكلام الجميل اللى مافيش رئيس أمريكى إلا وقاله عن مصر وقيادة مصر وعلاقات أمريكا بمصر..
ناسيين التقارير الاقتصادية العالمية اللى بتشيد بأداء الحكومة.. ناسيين إن أخيرا فيه جامعة مصرية خدت المركز ربعمية وخمسة وتمانين من أفضل خمسمية جامعة فى العالم.. ناسيين إن مصر خدت كأس الأمم الأفريقية تمن مرات فى عهدى..
ناسيين إننا خدنا عشر ميداليات برونزية فى دورة الألعاب الأوليمبية الأخرانية بعد ماعشنا سنين مابنخرجش غير صفر اليدين.. ناسيين إن مصر أخيرا قدرت تنظم كأس العالم فى تنس الطاولة لعبتى المفضلة اللى بقت اللعبة الأولى فى البلاد وبقينا بناخد فيها أعلى مراكز.. ناسيين الجهود المذهلة اللى المستثمرين عاملينها فى البلد.. ناسيين الشغل الجامد اللى فى كل حتة فى مصر.. ومش شايفين غير السلبيات.. ناسيين إن الزيادة السكانية بتبتلع كل الشغل اللى بنعمله.. عايزينا نبقى زى سويسرا بعدد السكان المصيبة اللى بقينا فيه.. أجيب لهم منين.. هه..
بدل مايساعدونا فى إنهم يقولوا للناس كفاية خلفة.. قاعدين ينشروا الحقد فى كل حتة.. ويحرضوا الناس ضد رجال الأعمال مع إن من غير رجال الأعمال ماكانش فيه أى حاجة تتعمل فى البلد دى.. أنا مش عارف أقول إيه ولا إيه.. أنا الشىء الوحيد اللى مطمنى إنى عارف كويس أوى مين اللى ورا الأصوات دي.. وعارف إن الشعب المصرى مابيتضحكش عليه.. النهارده وأنا باشوف آلاف من أبناء شعبى وهم واقفين تحت الشمس وأنا معدى عشان يسلموا على الراجل اللى أفنى عمره عشانهم.. باحس بالفخر إن كل الشغل اللى باعمله عشانهم واصلهم.
(فجأة يدوى صوت غاضب من داخل القاعة.. يلتفت الجميع فيرون شابا غاضبا يصرخ فى وجه الرئيس ويصاب الجميع بذهول).
الشاب: كفاية بقى.. كفاية كذب.. كفاية ضحك على الشعب.
(ينقض عليه من حوله ويدخل الحرس الرئاسى ليتجهوا نحو الشاب.. لكن الرئيس يوقفهم بحزم).
الرئيس: سيبوه.. ماحدش يكلمه.. ماحدش يمد إيده على ولد من أولادى.. إتكلم يا ابنى.. قول كل اللى جواك.. أنا باديك الأمان.. سيبوا ولادى يتكلموا.
(الشاب يصرخ بحماس وسط ذهول الجميع وتماسك الرئيس)
الشاب: سيادتك مش حاسس بينا خالص.. مين اللى أقنع حضرتك بالكلام اللى بتقوله ده.. سيادتك الناس بتموت بعض من الفقر.. الشباب بطلت تغرق فى البحر عشان بيتضربوا بالنار فى أى بلد بيروحوه مش عشان العيشة عاجباهم هنا.. الشباب ضايعة من المخدرات والبطالة والبوظان.. الجرايد بتكتب صحيح والبرامج بتقول.. بس كل اللى بيطلعوا فيها بيقولوا كلام لو حد من الناس اللى فى الشارع قاله رجالتك فى الداخلية بيبهدلوه.. كلنا بنتكلم بس حضرتك بتعمل اللى عايزه.. لما سيادتك جيت أنا ماكنتش اتولدت أساسا..
كبرت واتعلمت واتخرجت ودلوقتى عاطل وإنت لسه موجود بينما العالم كله بيتغيروا حكامه وبتتغير أحواله.. أبويا كان بيقولى إنك فى وقت من الأوقات كنت حلم الناس بتحلم بيه.. بس إنت خذلتهم ودخلت الحزب الوطنى.. الناس صدقت إن البلد دى ممكن تتغير لما ييجى واحد نضيف ومحترم زيك.. بس بعد كده فاقوا على حقيقة مرة إن الفساد فى البلد دى مش فساد شخص.. لأ ده فساد عصابات بتاعة مصالح مرستأة أمورها وممكن تفسد سيدنا عمر بن الخطاب لو مسك الحكم.
(تسود صيحات سخط فى القاعة ويهتف أكثر من شخص: اسكت ياكافر.. يشير الرئيس إلى الهاتفين).
الرئيس: ماحدش يقاطعه.. من حقك تقول كل اللى جواك يا ابنى.. تكلم يا ابن الشعب.. أنت فى القلب.. إنت قلت اللى جواك.. بس ما قلتلناش إنت شايف الحل فين.
الشاب: الحل مش فى إيدك ياريس.. الحل فى إيد الناس.. مش الناس دى اللى جايه مطاطيه وناخه ومطرمخه.. الحل فى إيد الناس اللى الفقر كاويهم والفساد هارى بدنهم ومدمر صحتهم والجهل مخرب عقول ولادهم.. لو الناس كانت قالت لك لأ من الأول.. لو عايز تعمل حاجة للبلد دى مالكش دعوة بالبرتيتة اللى ماسكه البلد ومورثه مصالحها لولادها وأحفادها.. وتعال إيدك فى إيدنا نغير مصر بجد.. مصر مش هيغيرها أبدا واحد جاى لها من فوق..
مش هيغيرها إلا واحد جايباه الناس اللى تحت.. وجايباه مش على أساس إنه بطل هيعمل المعجزات.. لأ جايباه وهو عارف إنها هتحاسبه وهتمشيه لو ماعملش حاجة بجد للبلد.. مصر مش هيغيرها إلا اللى غير تركيا والبرازيل وماليزيا وأيرلندا وكل الدول اللى كانت متكحولة أكتر مننا.. هيغيرها إن الناس يبقى ليها صوت.. إنها تعرف إن خوفها مش هينجيها.. إن مشيها جنب الحيط هيهد الحيط على دماغها.. هيغيرها إنها تعرف إن الرب واحد والعمر واحد وإن الإيمان بالله ماينفعش معاه الخوف والطرمخة والسلبية.
الرئيس: خلاص ياابنى كفاية.. إنت قلت اللى عندك وأنا سمعتك لحد الآخر.. أظن إنت لو فى بلد تانى كانوا قطعوا لسانك على الهوا ولا دوبوك فى حمض الكبريتيك.. أنا تحملت كل السخامات والبذاءات اللى فى كلامك.. تحملت إنك نسيت إنى علمت هذا الشعب العزة.. علمته الكرامة.. نسيت أخلاق القرية المصرية الأصيلة.. نسيت الاستقرار اللى نعمت بيه مصر فى عهدى.. نسيت إزاى تكلم والدك رئيس الجمهورية.. ومع ذلك تحملتك.. لإنك هتسهل عليا إعلان القرار اللى جيت النهارده مخصوص عشان أعلنه للشعب وأحسم بيه كل اللغط اللى اتقال واللى تحملته كتير.. أنا قدمت الكتير للبلد دى بس خلاص كفاية آن الأوان إنى...
(تدوى هتافات: مش كفاية مش كفاية.. فيشير الرئيس بحدة)
الرئيس: من فضلكو اسمعونى كويس أوي.. آن الأوان إن جيل جديد هو اللى يتحمل المسؤولية فى مصر.. عشان أنا النهارده معاكو بكره ممكن ماابقاش معاكو.. يا عالم مين يعيش.. ولذلك لقد اتخذت قرارا وأرجو أن تعينونى عليه.. لقد قررت تماما ونهائيا أن أتنحى عن أى
منصب رسمى وأن أعود ثانية إلى صفوف الجماهير ..
وأدعو الآن إلى انتخابات رئاسية مبكرة خلال الشهر القادم وأعلن رسميا ترشيح حفيدى الدكتور معتز لرئاسة الجمهورية فهو أصلح من يصلح لتولى مسؤولية البلاد فى هذه المرحلة التاريخية الحرجة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يغادر الرئيس القاعة مسرعا وسط ذهول الجميع. وبعد لحظات من الصمت يقف أحد الحاضرين ليهتف).
هتاف: يا معتز يا بلاش.. ريس غيره مايلزمناش .
تردد القاعة الهتاف خلفه وينقطع الإرسال لعطل فنى طارئ لا يعلم أحد إلا الله متى ينتهى.

اصطباحة


على وجه مصر سحابة سوداء، خنقت البلاد، وكبست على نَفَس العباد.
أناس من أولاد الحلال يقولون إنها طالت واستحكمت حلقاتها، لم تستمر سحابة سوداء فى العالم مدة ٢٧ سنة.. بينما يرى غيرهم أن «أكتر من كده وربك بيزيح».. آخرون يرون الأمل كالكذب خيبة، لكنهم يضيفون - من باب الدقة - أن عمر تلك السحابة اللعينة هو ٣١ سنة، كل سنة أسخم من التى قبلها وأرحم من التى تليها، بينما يحلف آخرون أكثر يأسا على المصحف والإنجيل أن تلك السحابة بلغت من العمر ٥٦ سنة، وهى بذلك لديهم تجاوزت السن التاريخية للانقشاع، وصارت قدرا لا فكاك منه.
لكلٍ وجهة هو موليها، أما أنا فأقسم لكم بحياة هذا الصباح الشريف، وحياة النعمة التى يحفى الفقير ليطولها، وحياة بحر إسكندرية الذى ما تمنيت قدامه أمنية وخذلنى، وحياة الأمهات اللواتى ما فوّتن صلاة الفجر يوما على أمل أن تحضرن ساعة توزيع الأرزاق دون أن تيأسن أبدا من تأخر وصولها، وحياة قصص الحب التى لم تنهزم على كوبرى قصر النيل أو فى نفق الزواج، وحياة خيال الأطفال وواقعية الآباء الذين لم تكسر قلة الحاجة هيبتهم.
وحياة الزرع الأخضر الذى يرفض التطبيع مع المبيدات، وحياة دوشة ماكينات الطعمية وهدير ماكينات غزل المحلة بعد إضراب ناجح، وحياة روائح الطبيخ وهى تشغى فى المناور التى لم تهزمها قماءة المواسير، وحياة شاى العصارى فى البلكونات النضيفة التى لم تبهدلها الكراكيب، وحياة صالات البيوت التى لم تخنقها الكآبة، وحياة نوادى الفيديو التى تعايشت مع زحف السيديهات واستمرت فى إسعاد المخنوقين.
وحياة العيش البلدى المحمص، إن استطعت إليه سبيلا، وحياة القهاوى الزحمة والأتوبيسات الرايقة فى المواقف، والمواقف المحترمة المكتوبة بروقان، وحياة غنا منير وصوت أنغام ومزيكة عمار الشريعى وأفلام وحيد حامد ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وشعر الأبنودى وتشخيص الفخرانى وقصص محمد المخزنجى ونقاء محمد السيد سعيد وسحر أحمد خالد توفيق وسخرية جلال عامر وسمانة أبوتريكة وعقل هيكل وحس علاء الديب فى الدنيا، وحياة عيال وبنات ساقية الصاوى وستة أبريل وكفاية ورسالة وزاد وفاتحة خير وجروبات الـ«فيس بوك» الذين قد لايحبون بعضهم البعض، مع أنهم كلهم على بعضهم يتحبوا لأن شكلهم يفرح، حتى لو كان بعض كلامهم يضايق، وحياة المنفيين فى الأقاليم الذين ينتظرون أن يحل فرج الله على العاصمة، وحياة السكان الأصليين لمصر الذين يفضلون الغرق فى بلادهم على الغرق خارجها.
بلاش ياسيدى، وحياة ربنا المعبود الذى يحب الصابرين، إذا صبروا، أقسم لكم أن هذه السحابة السوداء التى كبست على نَفَس مصر ستغور، وأنه سيطلع علينا صباح لن نرى فيه هذه الوجوه الكريهة التى كانت تكذب أكثر مما تتنفس، فصارت تكذب ولاتتنفس، وأن مصر سترزق بصباح تستحقه، وساسة على قد مقامها، وأيام يمكن احتمالها، وأكاذيب يمكن بلعها.
وفساد يمكن التعايش معه، وتخلف له أول من آخر، وأنه سيأتى على مصر صباح يفوق فيه المصرى لنفسه ويتكسف على نفسه عندما يرى كيف أصبح حاله ويقرر ألا ينازع الخالق فى حكمه على البشر ويتفرغ لدوره الذى نسيه كمخلوق، صباح يصبح فيه ضرب مواطن فقير على قفاه ألعن من الخيانة العظمى، صباح يعيش فيه المصريون إما فقراء على القد دون أن يفقدوا الكرامة والستر، وإما أغنياء على راحتهم دون أن يفقدوا الإحساس والضمير.
سيأتى هذا الصباح، أنا أضمن لكم ذلك برقبتى، وأنا رقبتى أكبر من أى سدادة تتخيلونها.. لكننى، للأمانة ولكى لا أخدعكم، لا أضمن لكم متى سيأتى، ولا إذا أتى متى يمكن أن ينتهى فتداهمنا سحابة سوداء من جديد، أنتم تضمنون ذلك بأنفسكم ولأنفسكم، أما أنا فأعرف فقط أن ذلك الصباح سيأتى حتماً ولزماً، ومصر إذا شمت هواءه النضيف لن تفرط فيه أبدا.
ربنا كريم ومصر تستاهل

الاثنين، 26 يوليو 2010

الـواد وأبـوه


هذه القصة تشغل أمريكا الآن ، بطلها « تيدي » طالب في المرحلة الثانوية في إحدي مدارس ولاية تكساس، ينتمي إلي عائلة ثرية معروفة بتأييدها للحزب الجمهوري الذي يحكم أمريكا الآن والذي طالما حكم تكساس نفسها لسنوات طويلة، فجأة قرر الابن تيدي أن يعلن انتماءه للحزب الديمقراطي الذي شعر بالانتصار لأنه خطف ابن واحدة من العائلات الأمريكية مفرطة الجمهورية، والد تيدي شعر بالخيانة بسبب ما فعله ابنه الذي فضحه وسط أصحابه في الحزب ، فقرر أن يمتنع عن دفع نفقات الجامعة التي كان سينتقل ابنه إليها في العام المقبل، فجأة تحول الأمر من خلاف عائلي خلف الأبواب المغلقة إلي قضية تشغل بال أمريكا ، هل من حق الابن أن يخرج علي الانتماء السياسي للعائلة في مجتمع محافظ مثل تكساس ، مازال الانتماء العائلي يشكل فيه عاملاً مهمًا جدا، بدأ الأمر عندما استضافت أشهر محطة إذاعية في تكساس الأب والابن في مواجهة سياسية علي الهواء ليتحدث الإبن عن سر اختياره لانتماء سياسي جديد ،
ويتحدث الابن عن صدمته هو وعائلته في الابن الذي خان مبادئ العائلة وعن كيف يعتبر أن قراره بعدم دفع نفقات تعليم ابنه أبسط رد علي قرار الابن، انهالت المكالمات علي البرنامج تؤيد الابن وتحثه علي المضي في قراره وتهاجم الأب - النتن - طالبة منه ألا يستخسر في ابنه نفقات التعليم، ألقي الابن في البرنامج مفاجأة من العيار الثقيل عندما قال : إنه لا يريد من أبيه أن يدفع نفقات تعليمه وأنه ليس بحاجة إلي ذلك ، كيف إذن ستكمل تعليمك ياتيدي وأنت الذي تحلم بدخول هارفارد أو ييل .
وكلتاهما من أغلي وأرقي جامعات أمريكا، قام تيدي بطل المصارعة في مدرسته بتأسيس موقع علي شبكة الإنترنت يحكي فيه قصته ويروج فيه لمبادئه المناهضة للحزب الجمهوري والمؤيدة للحزب الديمقراطي ، ويطلب من الذين يقتنعون بقضيته أن يساعدوه علي دفع نفقات تعليمه من خلال التبرع له بمبالغ مالية يحصلون مقابلها علي إعلانات في الموقع .
في خلال أيام معدودة تمكن تيدي من جمع أربعة آلاف دولار من مناصريه الذين كان علي رأسهم جدته أم والده التي قررت أن تنحاز لحفيدها ضد ابنها .

المثير في الأمر أن تيدي مازال يقيم في منزل والده الذي لم يصعِّد الأمر واكتفي بعقوبات اقتصادية علي نفقات التعليم لا علي " المـم " والنوم . في برنامج " إنسايد إيديشن " الجميل شاهدت الأب والابن وهما يجتمعان في مطبخ منزل العائلة في مماحكة سياسية يتحدي فيها الابن أباه في أنه واثق من أنه سيتمكن من إقناعه بتغيير انتمائه السياسي، بينما يؤكد الأب أنها نزوة وستنتهي ، فيما تحاول الأخت الصغيرة أن تقنع أخاها بأن يعيش عيشة أهله الجمهوريين .
انتهي التقرير البديع بلقطة للأب والابن يتصارعان سويا وهما يؤكدان للبرنامج أنهما رغم خلافاتهما السياسية مازالا أعز صديقين وأن السياسة لن تتمكن من تدمير محبتهما لبعضهما البعض.

هل تبدو هذه حكاية عائلية تافهة ؟
لا أعتقد علي الإطلاق ، هل تبدو قصة أمريكية محلية بعيدة عن الهم العام لنا في مصر؟
أبسوليتلي ، بالعكس أعتقد أن هذه الحكاية تدخل في صلب مأساتنا السياسية والاجتماعية ، بل أحب أن أبالغ فأقول إن أحوالنا لن تنصلح إلا لو تمني كل منا أن يكون لديه ابن مثل تيدي، وأن الله تعالي لن ينفخ في صورتنا إلا لو توقفنا جميعا عن تلك المقولة اللعينة التي نقولها في معرض المدح والفخر بأبنائنا " يارب تطلع زي أبوك " ، وهي مقولة ربما لو تخلصنا منها بداخلنا لما ظهرت لدينا يومًا ما مشكلة التوريث، التوريث أياً كان في أي مكان صحرا كان أو بستان .

هنا دعونا نسأل أنفسنا :
متي يمكن أن نشهد في بلادنا قصة مثل قصة تيدي ؟
لا تقل لي " ودي تيدي " ؟
بل دعنا نتخيل الأوساط السياسية وهي تهتز يومًا ما عندما تري جمال مبارك وقد قرر الانضمام لحركة كفاية أو حتي إلي حزب الوفد مثلا سواء كان وفد عماد الدين أو وفد بولس حنا أو حتي وفد سمنود ، هل يمكن أن نري إيمان نعمان جمعة وهي تظهر علينا لتقول إنها تري أن والدها غير محق علي الإطلاق في تشبثه المرير بمقعد الرئاسة حتي لو جاء ذلك علي حساب الوفد ، وهل يمكن أن نري ابن الحاج أحمد الصباحي وهو يستنكر إصرار والده علي
ارتداء الطربوش .

لا أهزل وربي بل أتحدث جادا وأسأل ملحًا ، ماالذي يمكن أن يحدث لو قرر ابن أحد الشخصيات الحكومية البارزة لدينا أن ينضم إلي حزب معارض أو حركة احتجاجية أو ينتقد أباه عيانًا بيانا ؟
هل سيحظي بتقدير أحد أو تشجيعه ، أم ستنهال عليه اللعنات من كل حدب وصوب وتتهمه بعقوق الوالدين وبقلة الأدب والخروج علي الأعراف والتقاليد والقيم ؟
وهل يمكن أن يتبرع أحدنا لابن لو قرر أن يفعل مافعله تيدي، أم أننا سنتبرع جميعا بتذكيره بالعيب والأصول والحرام وأحسن ييجي في عيالك ؟
لماذا يسير الأبناء في بلادنا دائما في ركاب آبائهم سواء في السياسة أو البيزنس أو حتي في الذهاب إلي صلاة الجمعة .
لماذا نسحق دائما تفرد أبنائنا وتميزهم ونفرح باتفاقهم معنا أكثر من اختلافهم معنا ؟
لماذا نخلط دائما بين بر الابن بأبيه وبين تحوله إلي نسخة باهتة من أبيه؟ وهل أساء الآباء في بلادنا تفسير نصوص دينية مثل " وبالوالدين إحسانا " أو " أنت ومالك لأبيك " لكي يمارسوا قمعًا أبويا علي أبنائهم ينتهي بتحول أبناء الناجحين عادة إلي نسخ مشوهة منهم ؟

وهل من بر الوالدين أن نسلم دائما بأنهم علي حق ؟
وهل آباؤنا دائما علي حق ؟
وإذا كان يمكن للأب أن يكون علي حق لأنه قرر أن يحرم الأم من مصروف البيت أو أصدر فرمانًا بإلغاء التصييف في جمصة ، فهل يكون علي حق وهو يعيث في الأرض فساداً أو وهو يأكل مال النبي والصحابة أو وهو يصدر أمرا بضرب المتظاهرين العزل أو التحرش بالصحفيات أو وهو لا يفرق بين بيع عمر أفندي أو اليوستـفندي ؟
أليس حرامًا السكوت علي مايفعله أب كهذا من باب إنكار المنكر
وهل يمكن أن يكون تيدي الأمريكاني أقرب منا نحن منتسبي الإسلام إلي مفهوم بر الوالدين ؟ .
بالطبع ليست كل هذه الأسئلة تحريضاً علي عقوق الوالدين ولا لقتل الأب علي الطريقة الحداثية، بقدر ماهي دعوة لاستغلال أزمة أنفلونزا الطيور لعلنا نغلق مزارع الفراخ التي نفتحها جميعا في بيوتنا ونفرخ من خلالها أجيالاً من الدواجن لا تهش ولا تنش ولا تتمرد ولا تشاغب ولا تعترض ولا تكاكي إلا بما يوافق هوي بابا ..
صاحب المزرعة .

الخطاب التاريخي المرتقب


• أيها الإخوة المواطنون ننتقل الآن إلي إذاعة خارجية من ميدان المنشية في مدينة الإنتاج الإعلامي لننقل لكم الخطاب التاريخي المرتقب فإلي هناك.

بسم الله الرحمن الرحيم «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسي أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون» صدق الله العظيم.

يا أبناء شعبنا العظيم، لقد اتخذت قراراً وأرجو أن تعينونني عليه. (صوت من داخل القاعة: لاتتنحي.. لاتتنحي) ومين جاب سيرة التنحي.. استنوا شوية.. الخطبة طويلة لسه طويلة.. لقد قررت أن أقطع جميع العلاقات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن فاض بنا الكيل بعد تدخلاتها في شؤوننا الداخلية ..
لقد كنا كرماء للغاية مع الولايات المتحدة علي مدي الثلاثين عاماً الماضية.. سلمنا بأن تسعة وتسعين في المائة من أوراق اللعبة في يدها.. وقعنا كل اتفاقيات السلام التي دعت لها، ووافقنا علي كل الشروط المجحفة التي بها.. تخلينا عن السياسات الاشتراكية في الاقتصاد، وتحولنا إلي نظام رأسمالي رسمت لنا معالمه.
. دعتنا إلي حرب الخليج فلبينا، وأرسلنا خيرة أبنائنا إلي هناك متحملين هجوماً شرساً لم يسبق له مثيل، وقمعنا المظاهرات التي قامت احتجاجا علي ذلك.. سنة بعد سنة استجبنا لكل الطلبات الأمريكية في مناهج التعليم..
فتحنا بلادنا علي مصراعيها للمطاعم الأمريكية، والملابس الأمريكية، والأفلام الأمريكية، والأغاني الأمريكية، والمسلسلات الأمريكية، وجميع رموز الثقافة الأمريكية.. بدأنا تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية علي أوسع نطاق، فألغينا الاستفتاءات الرئاسية التي كنا ننجح بها آمنين مطمئنين، واستبدلناها بانتخابات ينافسنا فيها اللي يسوي واللي ما يسواش.. فعلنا كل هذا راضين طائعين صابرين قانتين وحريصين علي ألا نقف ضد أقوي قوة في العالم، لأنه لم يعد مكان في عالمنا للعنتريات الفارغة.
. لكن للصبر حدود.. ويبدو أننا قد بلغنا آخر الصبر مع أمريكا التي لم يكفها أننا قمنا بكل ماسبق من أجلها في زمن قياسي لم تقم به أي دولة في العالم.. فأخذت تحتج علي أننا نقوم بضرب أبناء وطننا بالأحذية، وسحلهم في الشوارع، وتعرية بنات جلدتنا من ملابسهن، وهتك أعراضهن، وسوقهن إلي البوكسات كما تساق النعاج.. لقد تعدت أمريكا بمثل هذه الاحتجاجات خطاً أحمر لايمكن لنا أن نقبل به أبداً.. إننا يمكن أن نفتح قناة السويس لما شاءت أمريكا من حاملات وطائرات وبوارج لتضرب إخوتنا في العراق..
يمكن أن نسمح لها بأن تملي علينا كل ماتريد من إجراءات اقتصادية وتجبرنا علي توقيع اتفاقية الكويز للتعاون القسري مع إسرائيل.. يمكن أن نسمح لها بأن تفعل ماتشاء في المنطقة وأن تستخدمنا لكي نكون شرطيها الخاص، لكن لا يمكن أبدا أن نسمح لها بأن تعترض علي سحلنا لمواطنينا.. لأن سحل الدولة لأبنائها قرار وطني سيادي.. لقد تجاوزت حدك أيها الدولة الغاشمة..
هل وصل بك الأمر إلي أن تمنعينا من ضرب مواطنينا بالأحذية وفرق الكاراتيه والعصي الكهربائية.. لا.. أفيقي من غفلتك يا أمريكا، فوالله لن نقبل أبداً تدخلك هذا ولن نسمح أبدا بأن تمنعينا من لذة عظيمة مثل هذه.. خذي ماشئت من امتيازات سياسية وسيادية واقتصادية واجتماعية وثقافية..
خذي السماء والأرض والموارد والمصادر والثروات بل وخذي أعيننا إن شئت.. لكن اتركي لنا مواطنينا نسحلهم كيفما شئنا.... خلي بيننا وبين شعبنا نفعل به ماشئنا، فنحن وحدنا نعرف مصلحته ونحن وحدنا نعرف مايسعده ومايشقيه.. إنني أوجه تحذيراً نهائياً للولايات المتحدة الأمريكية أن تتوقف عن أي تدخل فيما تقوم به قوات الأمن تجاه أبناء بلادنا وتكتفي بالتدخل في كل شيء آخر.. وإلا فإننا سنشن عليها حرباً لا هوادة فيها، والله أكبر فوق كيد المعتدي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
ستعتبرني هازلاً لأنني تخيلت خطاباً تاريخياً مثل هذا. لكنك لن تظن بي هزلاً أو عبثاً إذا كنت - قبل أن تنكشف أنباء الزيارة الخاطفة الغامضة لجمال مبارك إلي واشنطن - قد استمعت إلي عشرات التصريحات التي أطلقها كبار المسؤولين ضد أمريكا وعلي رأسها التصريح الشهير بأن «أمريكا تنتقدنا لأننا لانسمع الكلام»،
وهو التصريح الذي جعل ملايين المواطنين يشعرون بأنهم كانوا بايتين بره مصر طيلة الثلاثين عاما الماضية، فقد كنا جميعاً متأكدين أننا نسمع الكلام بحذافيره، كما كنا نظن أننا نتلقي معونة من أمريكا، لكن تصريحاً نارياً آخر أكد لنا أن مانأخذه من دولارات لانعلم أين تذهب ليس سوي ثمن لمصالحنا المشتركة مع أمريكا وليس معونة لاسمح الله.

أيضا كنا نظن أن سياستنا ترتكز كما قيل لنا علي الواقعية السياسية التي تدرك أن أمريكا هي أكبر قوة عظمي في العالم، ولامصلحة لنا في مناطحتها ومقارعتها، لكن قراءة المقالات النارية التي يكتبها حراس معابد الصحف القومية ضد أمريكا جعلتنا نتساءل عن الفرق بينها وبين صحف البعث والثورة وتشرين وصوت فنزويلا وأنباء طهران وأخبار بوليفيا والمسائي الكوبي وغيرها من صحف الدول التي نتهمها دائماً بالشطط والانفلات والرعونة، صحيح أن حراس معابد صحفنا القومية كتبوا بأيديهم التي تستاهل لفها - مشيها لفها - معلقات شعر في مديح أمريكا ومتانة علاقاتنا التاريخية معها، لكن يجب أن نتذكر أن أمريكا لم تكن وقتها قد ارتكبت خطيئتها التاريخية بالغضب لمواطنينا المسحولين أرضاً.

هل غضب أمريكا لوجه الله والحقيقة والإنسانية؟ هل يحق لها أن تحتج علي سحل مواطنينا وهي تمارس ذات السحل في جوانتانامو وأبو غريب وغيرهما من المعتقلات السرية؟ هل يمكن لوطني صادق أن يسمح لنفسه بالاستقواء بحكام أمريكا؟ هل حكام أمريكا يمكن أن يناصروا صاحب قضية أو مبدأ؟ بالطبع «لا» هي الإجابة عن كل التساؤلات السابقة، فالمتغطي بالأمريكان عريان،
وماجبناش ولم يثبت علي أنفاسنا هذه الأنظمة المتعفنة سوي حكام أمريكا. لكن هذا ليس المهم الآن، المهم أننا أصبحنا نعادي أمريكا ليس لأننا قررنا إنتاج قنبلة ذرية، وليس لأننا أصبحنا أصحاب قرار سياسي مستقل وقررنا أن نحرمها من كل الامتيازات السيادية والسياسية والاقتصادية في بلادنا، وليس لأننا قررنا أن ننفتح أكثر علي دول أهم ليس لها مطامع توسع وهيمنة مثل الصين واليابان ونمور آسيا،
وليس لأننا قررنا أن نرفض كل الاتفاقيات الاقتصادية التي لم تجلب لنا سوي الخراب والفساد وأكل مال النبي، لا وحياتك، نحن نعادي أمريكا الآن لأنها تحتج علي قمع قضاتنا وسحل مواطنينا وهتك أعراض بناتنا، يااااه ده احنا جامدين قوي.. في الخيبة القوية

عباس يستخدم تكتيكا جديدا


انتهاء الجولة المظفرة

عباس شد المخصرة
ودس فيها خنجره
وأعلن استعداده للجولة المنتظرة
اللص دق بابه
عباس لم يفتح له
اللص أبدي ضجره
عباس لم يصغ له
اللص هد بابه
وعابه
واقتحم البيت بغير رخصة .. وانتهره
" يا ثور .... أين البقرة ؟؟ "
عباس دس كفه في المخصرة
واستدل منها مخصره
وصاح في شجاعة نادرة
" في الغرفة المجاورة "
اللص خط حوله دائرة .. وأنذره
" اياك أن تجتاز هذي الدائرة "
علا خوار البقرة
خف خوار البقرة
خار خوار البقرة
واللص قام بعدما
قضي لديها وطره
ثم مضي
وصوت عباس يدوي خلفه
" فلتسقط المؤامرة "
" فلتسقط المؤامرة "
" فلتسقط المؤامرة "
عباس ... الخنجر ما حاجته ؟؟
" للمعضلات القاهرة "
" ولغارة اللص ... قطعت دابره "
" وجعلت منه مسخرة "
" انظر ... لقد غافلته .. واجتزت خط الدائرة "

ولكنكم غثاء كغثاء السيل


عن أبي عبد السلام ، عن ثوبان ، قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :



" يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : " بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن " ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : " حب الدنيا ، وكراهية الموت " .

صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم
أين العرب و أين حكام العرب في كل هذه الأحداث التي تحدث لنا
ولكنكم غثاء كغثاء السيل
اللهم انصر الاسلام و أعز المسلمين يارب العالمين

أزمة مياه النيل.. رؤية فنية سياسية إستراتيجية


هناك إجماع على مستوى العالم على أن قضية المياه أصبحت أخطر من قضية النفط، وأن قطرة المياه ستكون أغلى بكثير من قطرة النفط، بل إنها ستكون أغلى من قطرة الدم، وإذا كان الصراع على المياه هو طبيعة الحروب القادمة، كما يرى غالبية المحللين السياسيين؛ فإن الصراع على المياه كان عاملاً أساسيًّا في كل الحروب السابقة.


- فالعدوان الثلاثي على مصر عام 1956م جاء بعد فشل المبعوث الأمريكي "جونستون" في تحقيق مهمته حول تقييم مياه المنطقة.
- وحرب 1967م جاءت بعد احتدام الصراع حول قيام الصهاينة بتحويل مجرى نهر الأردن، وبعد البدء في تنفيذ المشروع العربي لاستثمار مياه روافد نهر الأردن، كما أقرَّه مؤتمر القمة المنعقد في القاهرة عام 1964م.
- وغزو لبنان عام 1982م جاء للسيطرة على نهر الليطاني.
ومن ثم فإن كل الاحتلالات الصهيونية للأراضي العربية يمكن تفسيرها مائيًّا، ومنذ التسعينيات يقوم الغرب والصهاينة بإعادة رسم الخريطة السياسية في المناطق المسيطرة على الأنهار (العراق- إثيوبيا- الصومال- السودان- جنوب لبنان... إلخ).
خلاصة القول أن الإستراتيجية الكوكبية تستهدف استكمال السيطرة على:
1- النفط.
2- المال.
3- المياه.
4- باقي الموارد الطبيعية.

وإذا كانت حروب التسعينيات من أجل النفط والبترودولار فإن حروب القرن الحادي والعشرين سوف تكون من أجل المياه.
مصطلح الأمن المائي
إذا كان مفهوم الأمن واحدًا من المفاهيم التأسيسية للدول الحديثة فإن هذا المفهوم قد تأخَّر كثيرًا بالنسبة إلينا؛ فعلى مدى العقود الماضية اقتصر مفهوم الأمن القومي على الجانب الإستراتيجي وحده، مع اختزال هذا الجانب في بُعده العسكري دون سواه، وعندما اتضح أن جميع الحروب التي شنها الصهاينة على العرب كان الماء عاملاً محددًا فيها ظهر الأمن المائي على السطح، وأصبح في موقع الصدارة متخطيًا ما عداه من المفاهيم الأمنية.
وإذا كان في الإمكان تحقيق المزيد من الغذاء بطرقٍ زراعيةٍ وصناعيةٍ مختلفةٍ فإن إمكانية زيادة المصادر المائية العذبة محدودة، كما أنه لا يوجد بديلٌ للماء، في الوقت الذي توجد فيه بدائل للطاقة، أي إن الأمن المائي أصبحت له أبعاد مختلفة سياسية واقتصادية وعسكرية وقانونية وجغرافية لا يمكن إغفالها.
نهر النيل
يبسط النيل سلطانه على الجزء الأكبر من شرق إفريقيا، ويبلغ طوله نحو 6700 كم من منابعه وحتى البحر المتوسط.
ونهر النيل هو المورد الأساسي للمياه في مصر؛ حيث تعتبر دولة مصب، وتقع في نهاية الحوض، ويستجمع النيل مياهه من الهضبة الإثيوبية التي تمده بـ85% من المياه، والهضبة الاستوائية التي تمده بـ15% من المياه، ويبلغ متوسط الإيراد السنوي للنهر 84 مليار متر مكعب يفقد منها في التخزين 10 مليارات متر مكعب، فيكون صافي الإيراد 74 مليار متر مكعب؛ تبلغ حصة مصر منها 55.5 مليار متر مكعب، والسودان 18.5 مليار متر مكعب (بواقع الثلثين والثلث).
مصر ودول حوض النيل
تتقاسم مياهَ النيل تسعُ دول إفريقية؛ هي: إثيوبيا وكينيا، وأوغندا وتنزانيا، ورواندا وبوروندي، وزائير والسودان ومصر، وتسمَّى دول حوض النيل أو مجموعة "الإندوجو"، وتعني الأصدقاء باللغة السواحلية.
الاتفاقيات التي وقعتها مصر مع دول حوض النيل:
وقَّعت مصر عددًا من الاتفاقيات الخاصة بمياه النيل، وكانت جميعها تدور حول عدم إقامة أي مشروعات على مجرى النهر أو فروعه تقلِّل من نسبة تدفُّق المياه إلى مصر، وهذه الاتفاقيات حسب ترتيبها الزمني كما يلي:
1) اتفاقية 1902م في أديس بابا: عقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلة لمصر والسودان وإثيوبيا في ذلك الحين، ونصَّت على عدم إقامة أي مشروعات -سواءٌ على النيل الأزرق، أو بحيرة تانا ونهر السوباط- يكون من شأنها التأثير في مياه النيل.
2) اتفاقية 1906م: وقِّعت بين بريطانيا وإيطاليا وفرنسا، ونصَّ بندها الرابع على أن تعمل هذه الدول على تأمين دخول مياه النيل الأزرق وروافده مصرَ.
3) اتفاقية 1929م: أُبرمت بين الحكومة المصرية والحكومة البريطانية كممثلة للسودان وأوغندا وكينيا وتنزانيا، ونصَّت أيضًا على ألا تقام -بغير اتفاقٍ مسبقٍ مع الحكومة المصرية- أعمالُ ريٍّ أو توليد قوى، ولا يتخذ أي إجراء على النيل وفروعه وروافده يكون من شأنه إنقاص حصة مصر.
4) اتفاقية 1959م: وقِّعت لاستكمال اتفاقية 1929م بين مصر والسودان، وشملت الضبط الكامل لمياه النيل الواصلة إلى كلا البلدين (84 مليار متر مكعب) تخصص منها 55.5 مليار متر مكعب لمصر، و18.5 مليار متر مكعب للسودان، ولكن دول حوض النيل الثمانية رفضت الاتفاقية.
5) مبادرة 1999م: وقد تمَّ الإعلان عن مبادرة حوض النيل، وهي تمثل الآلية الحاليَّة التي تجمع كل دول الحوض تحت مظلة واحدة تقوم على مبدأين أساسيين؛ هما: تحقيق المنفعة للجميع (win–win)، وعدم الضرر، إلا أنها آلية مؤقتة لا تستند إلى معاهدة أو اتفاقية دائمة وشاملة تضم دول الحوض جميعًا، لكن الحاجة أبرزت ضرورة قيام إطارٍ قانونيٍّ ومؤسَّسيٍّ يكون بمثابة دستورٍ مُلزِمٍ دولَ الحوض.
6) يونيو 2007م: تمَّ عقد مؤتمر لوزراء المياه في دول الحوض في "عنتيبي"؛ حيث تمَّ الاتفاق على رفع بند الأمن المائي إلى رؤساء الدول والحكومات بحوض النيل لحل الخلافات حول الصياغة، وإحالة بند الإخطار المسبق عن المشروعات إلى الهيئة الفنية الاستشارية لدول الحوض.
7) مايو 2009م: اجتماع وزراء دول حوض النيل في "كينشاسا"؛ حيث فوجئ الوفد المصري بأن دول المنبع السبع قد نسَّقت فيما بينها للضغط على دولتي المصب، وخاصةً مصر.
8) 5 يوليو 2009م: أصدرت الدول والجهات المانحة لدول حوض النيل بيانًا مشتركًا حدَّدت فيه موقفها من نتائج اجتماع كينشاسا على أساس قيام مبادرة تستهدف حوض النيل بكامله، على أن تلتزم الجهات المانحة بدعم المبادرة.
9) 26/27 يوليو 2009م: اجتمع المجلس الوزاري السابع عشر لدول حوض النيل في الإسكندرية؛ حيث سعت دول المنبع إلى فرض إقامة "مفوضية" لحوض النيل، بغض النظر عن مشاركة دولتي المصب (مصر والسودان)، عوضًا عن الاتفاقيات القديمة لتوزيع المياه، ولما اشتدَّت الخلافات بين دول الحوض قرَّر المؤتمر الاستمرار في المفاوضات والتشاور لمدة 6 أشهر قادمة، على أن يتم الانتهاء من حسم نقاط الخلاف للوصول إلى اتفاقية موحدة تجمع دول حوض النيل أو مبادرة دول حوض النيل.
مصر والسودان
مع أن الموقف السوداني في ملف المياه قريبُ من نظيره المصري بحكم المصلحة والأضرار المشتركة؛ فإن مصر مهددة بفقدان 8 مليارات متر مكعب من المياه سنويًّا كانت تذهب إليها من حصة السودان الأصلية، بعد التشغيل الكامل لسد "مروي" الذي أقامه السودان على نهر النيل عند الجندل الرابع في منطقة النوبة، وبدايةً من هذا الصيف سيقوم السودان -ولأول مرة- بحجز نصيبه من مياه النيل كاملاً، والذي قرَّرته اتفاقية 1959م، ومقداره 18.5 مليار متر مكعب من المياه؛ حيث كانت كميات المياه الفائضة من حصة السودان تترك لتنساب إلى مصر كحصةٍ إضافيةٍ مؤقتةٍ.
وقد زادت قدرة التخزين في السودان قبل بناء سد مروي قليلاً بتعلية "سد الروصيرص" في تسعينيات القرن الماضي دون استشارة مصر؛ بسبب التوترات السياسية آنذاك، وحيث إن مصر دبَّرت أمورها على أن هذه الحصة الإضافية من المياه ستكون دائمة أو أنها ستستمر سنوات طويلة؛ حيث إن صانعي القرار في مصر اعتقدوا أنه سيكون من الصعب على السودان- وهو في حالته السياسية والاقتصادية التي كان عليها- أن يتمكن من بناء الخزانات الكبيرة ذات التكلفة العالية، وقد قُدِّرت تكاليف سد مروي بـ800 مليون يورو جاء 30% منها من بنك الصين للاستيراد والتصدير، وجاء الباقي من الصناديق العربية للتنمية.
ويعلق الدكتور رشدي سعيد عالم الجيولوجيا وخبير المياه قائلاً: "إن "إسرائيل" تستعد حاليًّا لشراء مياه النيل من منطقة جنوب السودان في حالة نجاح المخطط الدولي بفصل شمال السودان عن جنوبه في الاستفتاء الذي سيجرى في 2011م، وإن هذه المياه سوف تصل "إسرائيل" عن طريق مصر بعد دفع رسوم المرور المقررة لذلك"!!!، وأوضح أن البنك الدولي يلعب دورًا مواليًا للخارج في تنفيذ هذا المخطط؛ حيث يسعى إلى تسهيل المخطط لتوصيل المياه إلى "إسرائيل" وبصورة قانونية.
الصهاينة والنيل
- ارتبطت فكرة أرض الميعاد دائمًا بنهري النيل والفرات لتحقيق الحلم التوراتي المرفوع على الكنيست الصهيوني "من النيل إلى الفرات ملكك يا "إسرائيل"".
- أثار فكرة نقل مياه النيل إلى الكيان الصهيوني "تيودور هرتزل" عام 1903م في خطابه إلى الحكومة البريطانية (الملكة فيكتوريا) والحكومة المصرية (الخديوي عباس حلمي الثاني)، واللورد كرومر بمد فرع من النيل إلى سيناء لتوطين عدد من اليهود المهاجرين فيها.
- تبلورت الفكرة في السبعينيات بالعرض الذي قدَّمه خبير المياه الصهيوني "إليشع كيلي" خريج المعهد العالي لهندسة المياه ومدير التخطيط بشركة المياه القطرية الصهيونية "تاحال"، وصاحب فكرة بيع مياه النيل للصهاينة عن طريق نقلها إلى سيناء، ومنها إلى النقب في مشروعه المسمَّى "مياه السلام" عام 1974م، وعن طريق ترعة تسمى "ترعة السلام"، يكون مصدرها "ترعة الإسماعيلية" بمصر؛ حيث تخترق سيناء لتعمر الصحراء، وقد تمَّ بالفعل إنشاء "ترعة السلام" بنفس المواصفات والمسار الذي رسمه "كيلي"؛ لتمر بحذاء الساحل الشمالي ولمسافة 200 كيلومتر؛ بدءًا من قناة السويس، وقد قامت السعودية وقطر بتمويل "ترعة السلام"؛ حيث قدمت السعودية قرضًا قدره 100 مليون دولار، وقامت الكويت بتقديم منحة قيمتها 550 مليون دولار تحت ضغوط أمريكية.
الصهاينة ودول حوض النيل
يقوم الصهاينة بالتحريض الدائم والمستمر لدول الجوار الإستراتيجي المشاركة في حوض النيل لإشعارها بالظلم الواقع عليها نتيجة الاستخدام المصري المسرف (!) للموارد المائية، وتستخدم "إسرائيل" مساعداتها المباشرة أو المساعدات الأمريكية لبعض دول الحوض، مثل زائير وكينيا ورواندا، ولعل ذلك يفسِّر سبب سيطرة الشركات الأمريكية والغربية على مجمل مشاريع الري في هذه البلدان، كما أن "إسرائيل" تقوم بتنفيذ عددٍ من السدود في إثيوبيا كان قد تمَّت دراستها بواسطة مكتب الاستصلاح الأمريكي وبمعونة فنية "إسرائيلية"، وهي:
* مشروع سد "فنشا" الذي أقيم على أحد روافد النيل الأزرق الذي يمد النيل بحوالي 75% من المياه لحجز نصف مليار متر مكعب سنويًّا.
* مشروع "خور الفاشن" الذي يقع أقصى شرق إثيوبيا ويؤثر في المياه التي تصل إلى مصر بمقدار 4.5 مليارات متر مكعب.
* مشروع "سنيت" على أحد روافد نهر عطبرة.
* مشروع "الليبرو" على نهر السوباط.
وهذه المشروعات رغم أنها لم تكتمل بعد فإنها سوف تؤثر في حصة مصر بمقدار 7 مليارات متر مكعب سنويًّا.
سد تيكيزي:
قامت إثيوبيا باستكمال إنشاء أعلى سد في القارة الإفريقية على منابع النيل، وهو سد "تيكيزي" الذي يبلغ ارتفاعه 188 مترًا؛ وذلك في شهر فبراير 2009، وسيقوم هذا السد بحجز 9 مليارات متر مكعب من المياه، وقد قام بتمويل بناء هذا السد كلٌّ من الصين وإيطاليا.
ويعكس ظهور هذا السد فجأة حجم الغفلة والإهمال الذي اتسمت به السياسة المصرية طوال السنوات السابقة حتى تم بناء السد دون أن يدري به أحد، وأيضًا قيام الصين وإيطاليا اللتين تربطهما علاقات صداقة بمصر بالتمويل دون الرجوع إليها أو مشاورتها.
ما الحل؟
نستخلص مما سبق أن المشكلة المائية الأساسية في مصر هي عجز الموارد بصورٍ واضحةٍ من ناحيةٍ، والإسراف في استخدام المتاح من ناحية أخرى، بالإضافة إلى التهديدات والأخطار التي تحدق بمياهها من جرَّاء المشاريع الصهيونية بالتعاون مع إثيوبيا على نهر النيل؛ مما يؤثر سلبًا في موقف مصر المائي.
ونستطيع أن نعرض التوصيات التالية التي هي بمثابة حلول للقضية:
على المستوي الخارجي:
1- عقد مؤتمرٍ عامٍّ يحضره العلماء والمتخصِّصون والمعنيُّون والمسئولون ومتخذو القرار لوضع إستراتيجية فيما يخص الموارد المائية واستغلالها واستثمارها؛ على أن يقوم هذا المؤتمر بإعداد ورقة عمل وعدد من السيناريوهات يسترشد بها المفاوض المصري بعد ستة أشهر (فبراير القادم) عند مناقشة مبادرة حوض النيل المزمع إقرارها.
2- على مصر التوقف عن سياسة الاستخفاف بدول حوض النيل ومعاملتها على أساس أنها دول منبع ولها حقوق، والبعد عن نغمة الحق التاريخي في المياه؛ حيث إن الظروف تغيَّرت وأصبح الماء سلاحًا في يد من يملك منابعه، ولا ننسى العبارة التي قالها "سليمان ديميريل" رئيس وزراء تركيا عند افتتاح "سد أتاتورك"؛ حيث قال: "إن منابع المياه في تركيا ملكٌ لتركيا وحدها، كما أن النفط ملكٌ للعرب سواءً بسواءٍ، وبما أننا لا نقول للعرب إن لنا الحق في نصف نفطكم فلا يجوز للعرب أيضًا أن ينازعوا تركيا في ثروتها المائية.. لهم النفط ولنا المياه"، وكان هو بذلك يرد على سوريا والعراق بعد أن اعترضتا على إنشاء السد الذي سوف يؤثر في حصتَيهما المائيتين كدولتي مصب دون التنسيق معهما.
3- على القيادة المصرية تكثيف زيارة دول الحوض والتفاهم معها على اعتبار أن حصة مصر من مياه النيل تمثل قضية أمن قومي بالنسبة إليها، وما يتطلبه ذلك من ضرورة حل المشاكل العالقة.
4- ضرورة إثبات مصداقية وجدية التحرُّك المصري في سبيل العمل المشترك مع دول حوض النيل- الذي أهمل طويلاً- بالدليل العملي، أي بوضع المشروعات المشتركة والبدء في تنفيذها، خاصة في مجال تنمية الموارد المائية والزراعية وتوليد وتوزيع الكهرباء؛ لقطع الطريق أمام الصهاينة والغرب الذين يسكبون النار على الزيت لتقطيع العلاقات بين دول حوض النيل وإثارة الحروب بينها.
5- تنشيط الروابط الثقافية والحضارية مع دول حوض النيل، وتقديم البديل المتكامل (ثقافيًّا وروحيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا).
6- الوقوف ضد مخطط تقسيم السودان والعمل على وحدة أراضيه.
7- حتمية التكامل المصري السوداني والعمل المشترك الجاد لتنمية الموارد المائية، وفي ذلك يمكن إعادة العمل في مشروع قناة "جونجلي" التي ستعود على مصر والسودان بكمية مياه تصل إلى 4.8 مليارات متر مكعب تُقسَّم على أساس 2.3 مليارات متر مكعب للسودان عند الخرطوم و1.5 مليار متر مكعب لمصر عند أسوان.
على المستوى الداخلي:
1- مقاومة الهدر (الإسراف): وذلك بالاقتصاد في استخدام المياه وترشيد هذا الاستخدام (سيول- أمطار- خزانات- إزالة ملوحة- معالجة مياه الصرف- تطهير المجاري المائية- تقليل البخر- التخزين في البحيرات- استخدام الطاقة الشمسية والنووية)؛ حيث إن الفاقد يساوي ثلث الحصة.
2- تكوين جهاز قومي من المتخصِّصين في مجالات المياه الجوفية في مصر يتولى تقييم ما تمَّ إنجازه من دراساتٍ ومشروعات المياه الجوفية على المستوى القومي، ورسم خريطة صحيحة للموارد المائية الجوفية في مصر
3- التوسع في الري بالمياه الجوفية، وتخفيض مساحة زراعة الأرز، وزراعة الأصناف المبكرة.
4- استخدام تقنيات جديدة في الزراعة والري، مثل (الري بالرش والري بالتنقيط).
5- مقاومة تلوُّث نهر النيل.