الخميس، 29 يوليو 2010

لكم من عام ٢٠٤٠ وقائع الخطاب التاريخى


وقائع الخطاب التاريخى الذى يلقيه ابن مصر البار وبانى نهضتها الحديثة وبطل السلام والطاقة وصاحب الضربة الذرية من مسقط رأسه قرية أبيار بمركز كفر الزيات الغربية :
أعزائى مشاهدى ومشاهدات تليفزيون جمهورية مصر العربية مرحبا بكم فى هذا اليوم التاريخى المجيد، هذا رئيس قطاع الأخبار هيثم عبداللطيف المناوى يحييكم من استديو القطاع حيث ننقل لحضراتكم الخطاب التاريخى الذى يلقيه ابن مصر البار وبأنى نهضتها الحديثة وبطل السلام والطاقة وصاحب الضربة الذرية ورجل الدستور والقانون ومؤسس الدبلوماسية المصرية الحديثة السيد الرئيس القائد الدكتور محمد مصطفى البرادعى من مسقط رأسه قرية أبيار بمدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، والتى تفخر بأنها قدمت هذا الرجل العظيم إلى مصر والعرب والعالم .
لحظات وننتقل إلى إذاعة خارجية لنقل وقائع الخطاب التاريخى، لكن اسمحوا لى أن أرحب بضيوفى فى الأستديو الذين سيتابعون معنا خطاب السيد الرئيس ويتشرفون بتحليله وتأمله معنا، وبالطبع طبقا لتوجيهات السيد الرئيس بتعزيز مناخ الحرية السياسية الذى بدأ فى عهد سيادته، حرصنا على أن يكون ضيوفنا ممثلين لجميع التيارات السياسية الشرعية وغير الشرعية فى مصر، ابتداء أرحب بالخبير الاستراتيجى الأول فى مصر الدكتور فرحان عبد المنعم سعيد، والكاتب الكبير سرايا أسامة سرايا، رئيس تحرير صحيفة «الأهرام»، والكاتب الكبير إبراهيم محمد على، رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية»، والكاتب الكبير جيد ممتاز القط، رئيس تحرير صحيفة «أخبار اليوم» والكاتب الكبير سياف مجدى الجلاد، رئيس تحرير صحيفة «المصرى اليوم »،
وعن الحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم يشرفنا حضور الدكتور بدر على الدين هلال الأمين العام للحزب ومن أحزاب المعارضة يشرفنا السيد شادى جمال مبارك رئيس الحزب المباركى والسيد أباظة محمود أباظة رئيس حزب الوفد والدكتور يمينى رفعت السعيد رئيس حزب التجمع والسيد عريان عصام العريان ممثل جماعة الإخوان المحظورة والسيد مضارع أبوالعلا ماضى رئيس حزب الوسط تحت التأسيس، وكان من المفروض أن يكون معنا السيد قنديل عبدالحليم قنديل ممثلا عن حركة كفاية الاحتجاجية لكننا فوجئنا بأنه أغلق تليفونه المحمول ولم يعتذر حتى عن المشاركة معنا. أهلا بحضراتكم جميعا .
أعزائى المشاهدين والمشاهدات، تحتفل مصر اليوم بهذا العيد المجيد، عيد الدخول، الذى يوافق الذكرى الحادية والثلاثين لدخول رئيسنا المفدى الدكتور البرادعى فى صفوف الحزب الوطنى الديمقراطى المجيد، بعد أن تلقى دعوة تاريخية من الفقيه الدستورى الدكتور أحمد فتحى سرور أمد الله فى عمره بالانضمام إلى الحزب ،
ربما لا تذكر الأجيال الجديدة كيف كانت مصر وقتها تعيش فى أحلك عصور الظلام بعد أكثر من ثلاثين عاما من حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، كان رئيسنا المحبوب البرادعى قد ترك فى ذلك الوقت منصبه الدولى الرفيع كرئيس لهيئة الطاقة الذرية والذى قام خلال توليه له بتغيير تاريخ العالم وأنقذه من أكثر من حرب عالمية محققة، ورفع اسم مصر عاليا إلى النجوم، كان من الممكن أن يستمر بعدها فى قضاء عمره خارج مصر،
أو يستجيب لدعوات الأحزاب المعارضة له بأن ينضم إلى صفوفها، لكنه بخبرته السياسية العريضة أدرك أن الحل الوحيد لخدمة وطنه لن يكون إلا من داخل قواعد الحزب الوطنى الديمقراطى لكى يجنب مصر الدخول فى أى مهاترات أو أزمات سياسية، واستجاب الرئيس السابق مبارك لإلحاح جماهير الشعب ورفض ترشيح نفسه فى انتخابات عام ٢٠١١ ووافق على ترشيح قيادات وقواعد الحزب للدكتور البرادعى الذى اكتسح الانتخابات الرئاسية بنسبة ٩٩ وتسعة من عشرة فى المائة، وهو ما سيظل التاريخ يحسبه له برغم كل شىء وأرجو ألا يغضب منى السيد شادى،
إذ يكفى جده أنه أنعم علينا بهذا الرئيس الذى لم تكن مصر لتتمنى أبدا أفضل ولا أعدل ولا أجمل ولا أحكم منه، تأتى أهمية هذا الخطاب لكونه يسبق الانتخابات الرئاسية التى من المقرر عقدها فى العام القادم ٢٠٤١ وقد زاد اللغط الذى تصدره بعض الأصوات المعارضة والتى سنستمع إلى أصواتها اليوم طبقا لتوجيهات السيد الرئيس أن نترك الجميع يتكلمون بكل حرية، هذه الأصوات أخذت تثير تكهنات تقول إن السيد الرئيس المفدى الدكتور البرادعى حفظه الله لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة، هذه الأصوات التى استغلت مناخ الحرية أخذت تثير اللغط حول صحة السيد الرئيس ،
مع أن جميع المواطنين يدركون وهم يرون كل يوم زيارات سيادته الميدانية لكل مواقع الإنتاج والتى يبدو أن سيادته فيها لم يتأثر أبدا بتجاوزه لسن المائة، وأن بنيته الصحية القوية وسنوات عمله الطويلة خارج مصر أفادته صحيا عكس غيره من السياسيين، كل هذا سنناقشه بالتفصيل بعد خطاب سيادته الذى من المقرر أن يضع فيه النقاط على الحروف، لا أريد أن أطيل عليكم أكثر،
فالزملاء يخبروننى بضرورة الانتقال إلى كفر الزيات حيث وصل السيد الرئيس القائد الدكتور البرادعى إلى مقر المدرسة الابتدائية التى تلقى فيها تعليمه فى قريته أبيار، والتى يلقى منها خطابه التاريخى بحضور لفيف من أبناء شعبه، فإلى زميلنا أبونهار مسعد أبوليلة من هناك الذى يقف بداخل القاعة. أبونهار معك الميكروفون .
أبونهار: شكرا لك عزيزى هيثم وأهلا بك وبضيوفك فى هذا اليوم التاريخى المجيد، أنا الآن فى هذه اللحظات المهيبة حيث ننتظر دخول السيد الرئيس حفظه الله إلى ساحة مدرسته حيث ينتظره كبار رجالات الدولة وممثلون عن جميع قطاعات شعبه، ها هو السيد الرئيس يدخل إلى القاعة منتصب القامة موفور الهمة والنشاط متألقا مشرقا حيث يدوى تصفيق حاد وغير مسبوق لسيادته، وها هى الهتافات التلقائية تنبعث من جميع أرجاء القاعة، سأترككم لتسمعونها بأنفسكم أعزائى .
هتافات: بالروح بالدم نفديك يا برادعى.. يا برادعى سير سير.. إحنا وراك مهما يصير.. الأسفلت منور ليه.. من حلاوة البرادعى عليه.. أول ضربة ذرية.. فتحت باب الحرية.. إدى إدى إدينا كمان حرية.. مش كفاية مش كفاية إحنا معاك للنهاية.. الحق الحق الحق.. البرادعى أحق.. ما تسيبناش ماتسيبناش.. يا البرادعى يا بلاش.. ريس غيره ما يلزمناش.
أبونهار: يبدو على السيد الرئيس التأثر البالغ بهذه الحفاوة التلقائية التى يلقاها من أبناء شعبه، يتجه السيد الرئيس إلى المنصة التى سيلقى منها خطابة التاريخى، وتصمت الجماهير انتظارا لهذا الخطاب التاريخى. نترككم بل ونترك التاريخ كله مع السيد الرئيس محمد حسنى البرادعى. آسف جدا أعتذر عن هذه الزلة غير المقصودة.. معكم السيد الرئيس محمد مصطفى البرادعى.
(يصل السيد الرئيس إلى القاعة حيث وضع أحد مساعديه له أوراق خطابه.. ينظر إلى الأوراق ثم يصمت قليلا.. ويسود القاعة صمت تام ثم يبدأ السيد الرئيس فى إلقاء خطابه).
بسم الله الرحمن الرحيم. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». صدق الله العظيم. أيها الأخوة المواطنون والمواطنات. يا أبناء شعبى العظيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإخوة والأخوات. تخوض مصر فى هذه الفترة من تاريخها منعطفا تاريخيا حاسما يتوج كفاحا قاتلنا فيه سويا ومازال أمامنا قتال طويل لكى نخرج من عنق الزجاجة الذى تحمله المواطن المصرى محدود الدخل والذى كان دائما فى قلبى وعقلى وكنت حريصا عليه كل الحرص كما تعلمون جميعا.
(يتوقف السيد الرئيس فجأة عن إكمال خطابه.. يسود القاعة صمت مطبق. يغلق الملف الذى يحتوى على أوراق الخطاب وينظر إلى القاعة ثم يقول بعد صمت).
باقولكو إيه.. ماتيجو النهارده نبعد عن الكلام الرسمى ونتكلم بالبلدى كده كلام من القلب.
(يندلع تصفيق حاد من القاعة وتعود الهتافات من جديد.. ويقف محافظ الغربية ليقول بصوت جهورى).
المحافظ: الله عليك ياريس.. إيه الحلاوة دى يا ريس.. يا سلام يا ابن مصر العظيم.. حبيناك من قلوبنا وجايين نسمعك من قلوبنا.. اتكلم زى ما انت عايز.. فكلنا آذان صاغية.. وسائرون خلفك إلى النهاية.
(يصفق الجميع وينظر الرئيس إلى المحافظ مبتسما)
الرئيس: إيه ده.. ده إنت بتقول شعر أهوه.. طيب يا سيدى.. بصوا بقى أنا هاتكلم كده بالبلدى بس مش عايز هتافات.. بلاش تقاطعونى كتير.. أنا عارف مشاعركم وواصلانى والله.. أنا عارف إن فى أسئلة كتير جواكم وأنا زيكم باسمع الكلام اللى بيتقال اليومين دول سواء فى جرايد المعارضة وبرامج النكد بتاعة بالليل (تصفيق) والقنوات إياها بتاعة بره اللى صحابها فاكرين إنهم لما يطلعوها هيعملوا لبلادهم سعر وهيقدروا يلووا دراع مصر ويغسلوا دماغ شعب مصر ..
وأنا باقولهم لأ شعب مصر صاحى وفاهم ومابياكلش من الأونطة.. (تصفيق).. حد فيكو يقولى طيب لما إنت سامع كل الكلام اللى بنسمعه إنت ساكت ليه.. وإنتو عارفين أنا عمرى ما بابنى قرارى على كلام وانفعالات.. أنا باتحرك فى الوقت المناسب وفقا لما تقتضيه مصلحة مصر.. ساعات الكلام بيبقى فيه تجاوز وناس بتطول لسانها بس أنا باقول وماله.. فى الآخر الناس عارفه كويس إيه اللى ورا الكلام ده.. ومين اللى بيحرك اللى بيقولوه.. ومين اللى بيدفع لهم.. هه.. مش كده.. إنتو عارفين كل حاجة.. (تصفيق) كل واحد من دول إيده فى المية مش فى النار.. وكل واحد فيهم شايل هم نفسه.. إنما أنا شايل هم مية وخمسين مليون مواطن.. وهافضل شايل همهم لغاية آخر نفس فى حياتى (تصفيق).
دلوقتى بعد الجملة دى هيطلع بتوع المعارضة ويقولولك بس الريس قال كده يبقى هيرشح نفسه الانتخابات الجاية.
(يقف شاب ليهتف يا البرادعى يا بلاش.. ريس غيره مايلزمناش.. فيشير الرئيس إليه شاكرا).
انت رفيع أوى بس صوتك جايب آخر القاعة.. شكرا يا سيدى.. المسألة ماهياش مسألة ترشيح ولا عدم ترشيح.. المسألة أعمق من كده بكتير.. من يومين سمعت فى القناة إياها واحد من المعارضة سايب إعلام بلده وطالع هناك يتكلم بالدولار عشان يشتم فى بلده.. بيفكرنى إنى قلت أول مامسكت الحكم إنى مش هارشح نفسى غير فترة رئاسية واحدة.. كإنه بسلامته بيقول مفاجأة..
آه أنا قلت كده.. بس أنا رشحت نفسى للفترة التانية بناء على طلب مين.. مش بناء على رغبة الملايين اللى خرجت فى شوارع مصر بتتهمنى بالتخلى عنها لو سبت الحكم.. هل كان المفروض إنى أسيب البلد للمجهول عشان أرضى رغبة مراهقين سياسيين.. التغيير بالنسبة لهم أشخاص مش سياسات.. فى كل مرة كنت بارشح نفسى تانى بناء على إيه.. مش بناء على رغبتكو.. ولما طلبت بنفسى إن المادة سبعة وسبعين فى الدستور تتعدل وتتحدد فترة الرئاسة مين اللى رفض الطلب ده فى استفتاء شعبى نزيه.. مش الشعب.. مش الديمقراطية هى حكم الشعب.. طيب ليه ناسيين ده يابتوع المعارضة.. (تصفيق).
هم للأسف فاكرين إن الشعب ذاكرته ضعيفة.. فاهمين أن الأجيال الجديدة مش عارفه الحقائق.. وأنا باقولهم لأ الشعب هو المعلم.. الشعب هو الذاكرة.. الشعب المصرى مابيتضحكش عليه أبدا.. كلكو فاكرين لما أنا استلمت الحكم.. البلد كانت عامله إزاى.. بتوع المعارضة ناسيين أو عاملين فيها ناسيين.. ناسيين القطارات اللى كانت بتولع كل شهر فى الغلابة.. ناسيين الفشل الكلوى اللى ضرب المصريين زى الوباء بسبب مياه الشرب الملوثة والطلمبات الحبشية ..
ناسيين التيفود وأمراض الكبد اللى انتشرت فى البلد لما كانوا بيرووا الخضار والفاكهة بمية المجارى.. ناسيين الشباب اللى كانت بتغرق فى البحر من الفقر والعبارات اللى كانت بتغرق بالحجاج والمعديات اللى كانت بتغرق فى النيل.. والطرق اللى كانت بتموت المئات كل شهر والتانى.. ناسيين الديون اللى كانت مبهدلة البلد والضرايب اللى كانت كاويه العباد.. ناسيين الفتنة الطائفية والتعليم الخربان والمستشفيات اللى الداخل فيها مفقود والخارج مولود.. ناسيين معدل النمو اللى وصل سبعة فى المية.. صحيح إنه نزل اليومين دول لتلاته فى المية بس هنعمل إيه أزمة عالمية مش ذنبى أنا يعنى.. ناسيين إنى رفضت الانجرار وراء كل محاولات توريط مصر فى حروب مع الجزاير وتونس وليبيا والمغرب بعد اللى عملوه فى المشجعين بتوعنا فى كل تصفيات كأس العالم اللى فاتت.. ناسيين إنى من أجل مصر عليت الجدار العازل على حدود غزة وخليته تلات أدوار عشان الفلسطينيين اللى كانوا بيقفزوا بالزانة ويهددوا أمن مصر القومى.. ناسيين الشركة القابضة للأنفاق اللى عملتها عشان دخل تجارة التهريب يروح لمصر وأبناء مصر.. ناسيين الكلام الجميل اللى مافيش رئيس أمريكى إلا وقاله عن مصر وقيادة مصر وعلاقات أمريكا بمصر..
ناسيين التقارير الاقتصادية العالمية اللى بتشيد بأداء الحكومة.. ناسيين إن أخيرا فيه جامعة مصرية خدت المركز ربعمية وخمسة وتمانين من أفضل خمسمية جامعة فى العالم.. ناسيين إن مصر خدت كأس الأمم الأفريقية تمن مرات فى عهدى..
ناسيين إننا خدنا عشر ميداليات برونزية فى دورة الألعاب الأوليمبية الأخرانية بعد ماعشنا سنين مابنخرجش غير صفر اليدين.. ناسيين إن مصر أخيرا قدرت تنظم كأس العالم فى تنس الطاولة لعبتى المفضلة اللى بقت اللعبة الأولى فى البلاد وبقينا بناخد فيها أعلى مراكز.. ناسيين الجهود المذهلة اللى المستثمرين عاملينها فى البلد.. ناسيين الشغل الجامد اللى فى كل حتة فى مصر.. ومش شايفين غير السلبيات.. ناسيين إن الزيادة السكانية بتبتلع كل الشغل اللى بنعمله.. عايزينا نبقى زى سويسرا بعدد السكان المصيبة اللى بقينا فيه.. أجيب لهم منين.. هه..
بدل مايساعدونا فى إنهم يقولوا للناس كفاية خلفة.. قاعدين ينشروا الحقد فى كل حتة.. ويحرضوا الناس ضد رجال الأعمال مع إن من غير رجال الأعمال ماكانش فيه أى حاجة تتعمل فى البلد دى.. أنا مش عارف أقول إيه ولا إيه.. أنا الشىء الوحيد اللى مطمنى إنى عارف كويس أوى مين اللى ورا الأصوات دي.. وعارف إن الشعب المصرى مابيتضحكش عليه.. النهارده وأنا باشوف آلاف من أبناء شعبى وهم واقفين تحت الشمس وأنا معدى عشان يسلموا على الراجل اللى أفنى عمره عشانهم.. باحس بالفخر إن كل الشغل اللى باعمله عشانهم واصلهم.
(فجأة يدوى صوت غاضب من داخل القاعة.. يلتفت الجميع فيرون شابا غاضبا يصرخ فى وجه الرئيس ويصاب الجميع بذهول).
الشاب: كفاية بقى.. كفاية كذب.. كفاية ضحك على الشعب.
(ينقض عليه من حوله ويدخل الحرس الرئاسى ليتجهوا نحو الشاب.. لكن الرئيس يوقفهم بحزم).
الرئيس: سيبوه.. ماحدش يكلمه.. ماحدش يمد إيده على ولد من أولادى.. إتكلم يا ابنى.. قول كل اللى جواك.. أنا باديك الأمان.. سيبوا ولادى يتكلموا.
(الشاب يصرخ بحماس وسط ذهول الجميع وتماسك الرئيس)
الشاب: سيادتك مش حاسس بينا خالص.. مين اللى أقنع حضرتك بالكلام اللى بتقوله ده.. سيادتك الناس بتموت بعض من الفقر.. الشباب بطلت تغرق فى البحر عشان بيتضربوا بالنار فى أى بلد بيروحوه مش عشان العيشة عاجباهم هنا.. الشباب ضايعة من المخدرات والبطالة والبوظان.. الجرايد بتكتب صحيح والبرامج بتقول.. بس كل اللى بيطلعوا فيها بيقولوا كلام لو حد من الناس اللى فى الشارع قاله رجالتك فى الداخلية بيبهدلوه.. كلنا بنتكلم بس حضرتك بتعمل اللى عايزه.. لما سيادتك جيت أنا ماكنتش اتولدت أساسا..
كبرت واتعلمت واتخرجت ودلوقتى عاطل وإنت لسه موجود بينما العالم كله بيتغيروا حكامه وبتتغير أحواله.. أبويا كان بيقولى إنك فى وقت من الأوقات كنت حلم الناس بتحلم بيه.. بس إنت خذلتهم ودخلت الحزب الوطنى.. الناس صدقت إن البلد دى ممكن تتغير لما ييجى واحد نضيف ومحترم زيك.. بس بعد كده فاقوا على حقيقة مرة إن الفساد فى البلد دى مش فساد شخص.. لأ ده فساد عصابات بتاعة مصالح مرستأة أمورها وممكن تفسد سيدنا عمر بن الخطاب لو مسك الحكم.
(تسود صيحات سخط فى القاعة ويهتف أكثر من شخص: اسكت ياكافر.. يشير الرئيس إلى الهاتفين).
الرئيس: ماحدش يقاطعه.. من حقك تقول كل اللى جواك يا ابنى.. تكلم يا ابن الشعب.. أنت فى القلب.. إنت قلت اللى جواك.. بس ما قلتلناش إنت شايف الحل فين.
الشاب: الحل مش فى إيدك ياريس.. الحل فى إيد الناس.. مش الناس دى اللى جايه مطاطيه وناخه ومطرمخه.. الحل فى إيد الناس اللى الفقر كاويهم والفساد هارى بدنهم ومدمر صحتهم والجهل مخرب عقول ولادهم.. لو الناس كانت قالت لك لأ من الأول.. لو عايز تعمل حاجة للبلد دى مالكش دعوة بالبرتيتة اللى ماسكه البلد ومورثه مصالحها لولادها وأحفادها.. وتعال إيدك فى إيدنا نغير مصر بجد.. مصر مش هيغيرها أبدا واحد جاى لها من فوق..
مش هيغيرها إلا واحد جايباه الناس اللى تحت.. وجايباه مش على أساس إنه بطل هيعمل المعجزات.. لأ جايباه وهو عارف إنها هتحاسبه وهتمشيه لو ماعملش حاجة بجد للبلد.. مصر مش هيغيرها إلا اللى غير تركيا والبرازيل وماليزيا وأيرلندا وكل الدول اللى كانت متكحولة أكتر مننا.. هيغيرها إن الناس يبقى ليها صوت.. إنها تعرف إن خوفها مش هينجيها.. إن مشيها جنب الحيط هيهد الحيط على دماغها.. هيغيرها إنها تعرف إن الرب واحد والعمر واحد وإن الإيمان بالله ماينفعش معاه الخوف والطرمخة والسلبية.
الرئيس: خلاص ياابنى كفاية.. إنت قلت اللى عندك وأنا سمعتك لحد الآخر.. أظن إنت لو فى بلد تانى كانوا قطعوا لسانك على الهوا ولا دوبوك فى حمض الكبريتيك.. أنا تحملت كل السخامات والبذاءات اللى فى كلامك.. تحملت إنك نسيت إنى علمت هذا الشعب العزة.. علمته الكرامة.. نسيت أخلاق القرية المصرية الأصيلة.. نسيت الاستقرار اللى نعمت بيه مصر فى عهدى.. نسيت إزاى تكلم والدك رئيس الجمهورية.. ومع ذلك تحملتك.. لإنك هتسهل عليا إعلان القرار اللى جيت النهارده مخصوص عشان أعلنه للشعب وأحسم بيه كل اللغط اللى اتقال واللى تحملته كتير.. أنا قدمت الكتير للبلد دى بس خلاص كفاية آن الأوان إنى...
(تدوى هتافات: مش كفاية مش كفاية.. فيشير الرئيس بحدة)
الرئيس: من فضلكو اسمعونى كويس أوي.. آن الأوان إن جيل جديد هو اللى يتحمل المسؤولية فى مصر.. عشان أنا النهارده معاكو بكره ممكن ماابقاش معاكو.. يا عالم مين يعيش.. ولذلك لقد اتخذت قرارا وأرجو أن تعينونى عليه.. لقد قررت تماما ونهائيا أن أتنحى عن أى
منصب رسمى وأن أعود ثانية إلى صفوف الجماهير ..
وأدعو الآن إلى انتخابات رئاسية مبكرة خلال الشهر القادم وأعلن رسميا ترشيح حفيدى الدكتور معتز لرئاسة الجمهورية فهو أصلح من يصلح لتولى مسؤولية البلاد فى هذه المرحلة التاريخية الحرجة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يغادر الرئيس القاعة مسرعا وسط ذهول الجميع. وبعد لحظات من الصمت يقف أحد الحاضرين ليهتف).
هتاف: يا معتز يا بلاش.. ريس غيره مايلزمناش .
تردد القاعة الهتاف خلفه وينقطع الإرسال لعطل فنى طارئ لا يعلم أحد إلا الله متى ينتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق