على وجه مصر سحابة سوداء، خنقت البلاد، وكبست على نَفَس العباد.
أناس من أولاد الحلال يقولون إنها طالت واستحكمت حلقاتها، لم تستمر سحابة سوداء فى العالم مدة ٢٧ سنة.. بينما يرى غيرهم أن «أكتر من كده وربك بيزيح».. آخرون يرون الأمل كالكذب خيبة، لكنهم يضيفون - من باب الدقة - أن عمر تلك السحابة اللعينة هو ٣١ سنة، كل سنة أسخم من التى قبلها وأرحم من التى تليها، بينما يحلف آخرون أكثر يأسا على المصحف والإنجيل أن تلك السحابة بلغت من العمر ٥٦ سنة، وهى بذلك لديهم تجاوزت السن التاريخية للانقشاع، وصارت قدرا لا فكاك منه.
لكلٍ وجهة هو موليها، أما أنا فأقسم لكم بحياة هذا الصباح الشريف، وحياة النعمة التى يحفى الفقير ليطولها، وحياة بحر إسكندرية الذى ما تمنيت قدامه أمنية وخذلنى، وحياة الأمهات اللواتى ما فوّتن صلاة الفجر يوما على أمل أن تحضرن ساعة توزيع الأرزاق دون أن تيأسن أبدا من تأخر وصولها، وحياة قصص الحب التى لم تنهزم على كوبرى قصر النيل أو فى نفق الزواج، وحياة خيال الأطفال وواقعية الآباء الذين لم تكسر قلة الحاجة هيبتهم.
وحياة الزرع الأخضر الذى يرفض التطبيع مع المبيدات، وحياة دوشة ماكينات الطعمية وهدير ماكينات غزل المحلة بعد إضراب ناجح، وحياة روائح الطبيخ وهى تشغى فى المناور التى لم تهزمها قماءة المواسير، وحياة شاى العصارى فى البلكونات النضيفة التى لم تبهدلها الكراكيب، وحياة صالات البيوت التى لم تخنقها الكآبة، وحياة نوادى الفيديو التى تعايشت مع زحف السيديهات واستمرت فى إسعاد المخنوقين.
وحياة العيش البلدى المحمص، إن استطعت إليه سبيلا، وحياة القهاوى الزحمة والأتوبيسات الرايقة فى المواقف، والمواقف المحترمة المكتوبة بروقان، وحياة غنا منير وصوت أنغام ومزيكة عمار الشريعى وأفلام وحيد حامد ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وشعر الأبنودى وتشخيص الفخرانى وقصص محمد المخزنجى ونقاء محمد السيد سعيد وسحر أحمد خالد توفيق وسخرية جلال عامر وسمانة أبوتريكة وعقل هيكل وحس علاء الديب فى الدنيا، وحياة عيال وبنات ساقية الصاوى وستة أبريل وكفاية ورسالة وزاد وفاتحة خير وجروبات الـ«فيس بوك» الذين قد لايحبون بعضهم البعض، مع أنهم كلهم على بعضهم يتحبوا لأن شكلهم يفرح، حتى لو كان بعض كلامهم يضايق، وحياة المنفيين فى الأقاليم الذين ينتظرون أن يحل فرج الله على العاصمة، وحياة السكان الأصليين لمصر الذين يفضلون الغرق فى بلادهم على الغرق خارجها.
بلاش ياسيدى، وحياة ربنا المعبود الذى يحب الصابرين، إذا صبروا، أقسم لكم أن هذه السحابة السوداء التى كبست على نَفَس مصر ستغور، وأنه سيطلع علينا صباح لن نرى فيه هذه الوجوه الكريهة التى كانت تكذب أكثر مما تتنفس، فصارت تكذب ولاتتنفس، وأن مصر سترزق بصباح تستحقه، وساسة على قد مقامها، وأيام يمكن احتمالها، وأكاذيب يمكن بلعها.
وفساد يمكن التعايش معه، وتخلف له أول من آخر، وأنه سيأتى على مصر صباح يفوق فيه المصرى لنفسه ويتكسف على نفسه عندما يرى كيف أصبح حاله ويقرر ألا ينازع الخالق فى حكمه على البشر ويتفرغ لدوره الذى نسيه كمخلوق، صباح يصبح فيه ضرب مواطن فقير على قفاه ألعن من الخيانة العظمى، صباح يعيش فيه المصريون إما فقراء على القد دون أن يفقدوا الكرامة والستر، وإما أغنياء على راحتهم دون أن يفقدوا الإحساس والضمير.
سيأتى هذا الصباح، أنا أضمن لكم ذلك برقبتى، وأنا رقبتى أكبر من أى سدادة تتخيلونها.. لكننى، للأمانة ولكى لا أخدعكم، لا أضمن لكم متى سيأتى، ولا إذا أتى متى يمكن أن ينتهى فتداهمنا سحابة سوداء من جديد، أنتم تضمنون ذلك بأنفسكم ولأنفسكم، أما أنا فأعرف فقط أن ذلك الصباح سيأتى حتماً ولزماً، ومصر إذا شمت هواءه النضيف لن تفرط فيه أبدا.
ربنا كريم ومصر تستاهل
أناس من أولاد الحلال يقولون إنها طالت واستحكمت حلقاتها، لم تستمر سحابة سوداء فى العالم مدة ٢٧ سنة.. بينما يرى غيرهم أن «أكتر من كده وربك بيزيح».. آخرون يرون الأمل كالكذب خيبة، لكنهم يضيفون - من باب الدقة - أن عمر تلك السحابة اللعينة هو ٣١ سنة، كل سنة أسخم من التى قبلها وأرحم من التى تليها، بينما يحلف آخرون أكثر يأسا على المصحف والإنجيل أن تلك السحابة بلغت من العمر ٥٦ سنة، وهى بذلك لديهم تجاوزت السن التاريخية للانقشاع، وصارت قدرا لا فكاك منه.
لكلٍ وجهة هو موليها، أما أنا فأقسم لكم بحياة هذا الصباح الشريف، وحياة النعمة التى يحفى الفقير ليطولها، وحياة بحر إسكندرية الذى ما تمنيت قدامه أمنية وخذلنى، وحياة الأمهات اللواتى ما فوّتن صلاة الفجر يوما على أمل أن تحضرن ساعة توزيع الأرزاق دون أن تيأسن أبدا من تأخر وصولها، وحياة قصص الحب التى لم تنهزم على كوبرى قصر النيل أو فى نفق الزواج، وحياة خيال الأطفال وواقعية الآباء الذين لم تكسر قلة الحاجة هيبتهم.
وحياة الزرع الأخضر الذى يرفض التطبيع مع المبيدات، وحياة دوشة ماكينات الطعمية وهدير ماكينات غزل المحلة بعد إضراب ناجح، وحياة روائح الطبيخ وهى تشغى فى المناور التى لم تهزمها قماءة المواسير، وحياة شاى العصارى فى البلكونات النضيفة التى لم تبهدلها الكراكيب، وحياة صالات البيوت التى لم تخنقها الكآبة، وحياة نوادى الفيديو التى تعايشت مع زحف السيديهات واستمرت فى إسعاد المخنوقين.
وحياة العيش البلدى المحمص، إن استطعت إليه سبيلا، وحياة القهاوى الزحمة والأتوبيسات الرايقة فى المواقف، والمواقف المحترمة المكتوبة بروقان، وحياة غنا منير وصوت أنغام ومزيكة عمار الشريعى وأفلام وحيد حامد ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وشعر الأبنودى وتشخيص الفخرانى وقصص محمد المخزنجى ونقاء محمد السيد سعيد وسحر أحمد خالد توفيق وسخرية جلال عامر وسمانة أبوتريكة وعقل هيكل وحس علاء الديب فى الدنيا، وحياة عيال وبنات ساقية الصاوى وستة أبريل وكفاية ورسالة وزاد وفاتحة خير وجروبات الـ«فيس بوك» الذين قد لايحبون بعضهم البعض، مع أنهم كلهم على بعضهم يتحبوا لأن شكلهم يفرح، حتى لو كان بعض كلامهم يضايق، وحياة المنفيين فى الأقاليم الذين ينتظرون أن يحل فرج الله على العاصمة، وحياة السكان الأصليين لمصر الذين يفضلون الغرق فى بلادهم على الغرق خارجها.
بلاش ياسيدى، وحياة ربنا المعبود الذى يحب الصابرين، إذا صبروا، أقسم لكم أن هذه السحابة السوداء التى كبست على نَفَس مصر ستغور، وأنه سيطلع علينا صباح لن نرى فيه هذه الوجوه الكريهة التى كانت تكذب أكثر مما تتنفس، فصارت تكذب ولاتتنفس، وأن مصر سترزق بصباح تستحقه، وساسة على قد مقامها، وأيام يمكن احتمالها، وأكاذيب يمكن بلعها.
وفساد يمكن التعايش معه، وتخلف له أول من آخر، وأنه سيأتى على مصر صباح يفوق فيه المصرى لنفسه ويتكسف على نفسه عندما يرى كيف أصبح حاله ويقرر ألا ينازع الخالق فى حكمه على البشر ويتفرغ لدوره الذى نسيه كمخلوق، صباح يصبح فيه ضرب مواطن فقير على قفاه ألعن من الخيانة العظمى، صباح يعيش فيه المصريون إما فقراء على القد دون أن يفقدوا الكرامة والستر، وإما أغنياء على راحتهم دون أن يفقدوا الإحساس والضمير.
سيأتى هذا الصباح، أنا أضمن لكم ذلك برقبتى، وأنا رقبتى أكبر من أى سدادة تتخيلونها.. لكننى، للأمانة ولكى لا أخدعكم، لا أضمن لكم متى سيأتى، ولا إذا أتى متى يمكن أن ينتهى فتداهمنا سحابة سوداء من جديد، أنتم تضمنون ذلك بأنفسكم ولأنفسكم، أما أنا فأعرف فقط أن ذلك الصباح سيأتى حتماً ولزماً، ومصر إذا شمت هواءه النضيف لن تفرط فيه أبدا.
ربنا كريم ومصر تستاهل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق