الخميس، 9 ديسمبر 2010

سرى للغاية


لا يوجد أى أمل فى أن نشهد فى مصر موقعاً إلكترونياً يقوم بتسريب وثائق الفساد السرية الرسمية على غرار موقع «ويكيليكس»، فالتسريب الوحيد الذى نؤمن به فى ثقافتنا هو تسريب القطط.


- العالم كله وجد جديداً فى تسريبات «ويكيليكس» إلا الشعوب العربية، فهى بحمد الله لا تحتاج إلى موقع إنترنت يوقع بينها وبين حكامها بأن يكشف لها كم يكرهون بعضهم البعض، وكيف يقولون للأمريكان كلاما غير الذى يقولونه لشعوبهم، وكيف يفكرون فى مصالحهم الضيقة ويتمنون زوال بعضهم البعض وبقاء إسرائيل إلى الأبد، كل هذه الأمور يعرفها المواطن العربى قبل بلوغه الحُلُم ولا يحتاج إلى قراءته مترجما، الشىء الوحيد الذى يحتاج المواطن العربى لأن يعرفه ويا ليت جوليان أسانج، فك الله سجنه، يخدمنا فيه، هو أرقام حسابات بنوك سويسرا، ويا ريت الباس وورد لو أمكن.


- أحلى نكتة سمعتها هذا الأسبوع (خبر عاجل: قطر تقدم ملفها لاستضافة موسم الحج عام 2015).


- سألنى صديقى: ألا يشعر العاملون فى قناة الجزيرة القطرية بالخجل بعد أن قرأوا الوثيقة التى نشرها موقع «ويكيليكس» وقال فيها وزير الخارجية القطرى إنه عرض على الرئيس مبارك غلق قناة الجزيرة لمدة عام مقابل تفعيل الدور المصرى فى حل القضية الفلسطينية؟! قلت لصديقى: لا أدرى إذا كان العاملون فى قناة الجزيرة سيشعرون بالخجل من هذا الكلام، لكن أعتقد أنهم شعروا بالحزن لأنهم فقدوا فرصة الحصول على سنة إجازة براتب.


- من يرزقنا بضمير كالذى وهبه الله للحيوانات؟ فأسماك القرش فى البحر افترست ثلاثة سياح، وأسماك القرش على البر افترست ثمانين مليون مواطن.


- قلت لصديقى: أخالف الذين يعتقدون بعدم وجود قدرة على التمييز والإدراك لدى الأحياء المائية، بدليل أن أسماك القرش لم تهاجم سائحا إسرائيليا لأنها بتستنضف.


- منظمات حقوق الحيوان وجمعيات حماية المخلوقات البحرية احتجت على معاملة مصر مع أسماك القرش فى شواطئ شرم الشيخ، وتهدد بمطالبة السياح بمقاطعة مصر إذا لم تحسن معاملتها مع أسماك القرش، أقترح على الداخلية أن تبعث لهم صور المرحوم خالد سعيد لكى يعرفوا إلى أى حد نحترم الحيوانات.


- الحل الوحيد للتخلص من هجوم أسماك القرش هو عقد قمة عربية عاجلة فى شرم الشيخ، لأن القروش بالتأكيد ستطفش من إجراءات الأمن.


- لا أعتقد أن الكاتب الكبير أنيس منصور كان يقصد أى إسقاط سياسى عندما تحدث عن فشل أبناء العظماء فى السير على درب آبائهم، ضاربا أمثالا على ذلك بأبناء توفيق الحكيم وأحمد شوقى وموتسارت وعبدالوهاب وغيرهم، فنتائج المسرحية الانتخابية الأخيرة تنفى أى إسقاط يفكر فيه البعض بسوء نية.


- «سرى للغاية: إلى وزارة الخارجية فى مصر.. قمنا باستضافة سيادة المسؤول المهم لمدة ثلاثة أيام كاملة ورافق طاقم من السفارة السيدة حرمه والسادة أنجاله فى رحلات الشوبنج التى قاموا بها وقد تمكّنا من الحصول بفضل علاقاتنا الواسعة على خصومات كبيرة وقد انبسطت سيادتها والأنجال جداً، كما قمنا بعمل برنامج ترفيهى شامل للأسرة الكريمة فى أرجاء العاصمة وضواحيها، وقد تم الحجز للسيدة ابنة أخت المسؤول المهم فى أكبر مركز تجميل متخصص لإجراء عملية الشفط المطلوبة،


وقد تمت العملية بنجاح بإشراف كامل من السيد السفير والملحق الطبى، كما قام الملحق الإعلامى بتوفير جميع الديفيديهات المطلوبة وتم إرسالها فى الحقيبة الدبلوماسية، وتعتذر السفارة عن عدم تلبية طلب السيدة حرم المسؤول المهم التى هفت عليها الملوخية أثناء رحلتها الكريمة، فقد نفد مخزون السفارة من الملوخية بعد احتفالات ثورة يوليو الأخيرة، ونرجو تكرار الاعتذار لسيادتها على ما سببناه من ضرر نفسى بالغ. ملاحظة: نرجو زيادة حصة السفارة من الملوخية تحسبا لأى زيارات رسمية قادمة».


(كان هذا نصا لوثيقة دبلوماسية متخيلة قمت بتسريبها على موقع بلاويكى ليكس الذى أفكر فى إنشائه على شبكة الإنترنت تضامنا مع جوليان أسانج ورفاقه).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق