قد يرى بعض الناس أن عنوان المقال غريب ولكني بالفعل أقصد العنوان، خاصةً بعد أن رفع هذا الحزب شعار "عشان تطمئن على مستقبل أولادك.. انتخب الحزب الوطني"، وفي السطور القادمة نوضح لماذا يجب علينا أن ننتخب الحزب الوطني؟!.
فَمَن يرد أن يظل الفساد كاتمًا على صدورنا، فعليه أن ينتخب الحزب الوطني، ومَن يرد أن يظل مؤشر البطالة في ارتفاع متزايد فعليه أن ينتخب الحزب الوطني، ومن يرد أن يشرب مياه الصرف الصحي بدلاً من المياه العذبة، فلن يجد أفضل من مرشحي الحزب الوطني، ومَن يرد أن يصاب بالفشل الكلوي أو التهابات الكبد أو أن يصاب بمرض السكري وهو في عز شبابه؛ نتيجة المبيدات المسرطنة، فعليه أن ينتخب الحزب الوطني، ومَن يرد أن ينضم إلى مرضى الضغط والقلب، فلن يجد أفضل من مرشحي الحزب الوطني.
ومَن ترد أن تظل عانسًا ولا تجد فرصةً للزواج؛ نتيجة ارتفاع التكاليف فعليها أن تنتخب الحزب الوطني، ومَن يرد أن يشتري كيلو الطماطم ومن قبلها البصل بأكثر من 15 جنيهًا، فعليه أن ينتخب الحزب الوطني، ومن يرد أن يشتري أسطوانة البوتوجاز بـ25 جنيهًا فعليه أن يصوِّت لصالح الحزب الوطني، ومَن يرد أن يشتري كيلو اللحم بـ70 جنيهًا ويأكلها مرةً كل شهر فصوته لصالح الحزب الوطني، ومَن يرد أن تظل السمسرة والعمولات هي الأساس في بيع الأصوال العامة مثل عمر أفندي وشركات القطاع العام، فلن يجد أفضل من مرشحي الحزب الوطني.
ومَن يرد أن يختار لأبنائه مستقبلاً غامضًا مليئًا بالكوارث والمصائب، فلن يجد أحسن من الحزب الوطني، ومَن يرد أن يغرق وهو ذاهب أو قادم من رحلات الحج أو العمرة فهو بالتأكيد مع الحزب الوطني، ومَن يرد أن يستمتع بالموت على الطرق السريعة والبطيئة، فلن يجد أفضل من الحزب الوطني، ومَن يرد أن يظل بلا قيمة أو هدف فعليه أن يصوِّت للحزب الوطني، ومَن يرد أن يحصل على أصفار جديدة في كل المجالات فلن يجد أحسن من الحزب الوطني، ومَن لا يريد أن يتعلم في جامعات حكومية فلينتخب الحزب الوطني، ومَن يرد أن يظل تهريب الآثار للخارج فهو بالتأكيد مع مرشحي الحزب الوطني، ومَن يرد أن تظل الدروس الخصوصية عنصرًا فعالاً في بناء طلاب مصر فلن يجد أفضل من الحزب الوطني، ومَن يرد أن يظل التحرش الجنسي عنوانًا للأعياد والمناسبات المختلفة فهو مع الحزب الوطني، ومَن يرد أن يتحكم رجال المال في أمور السياسة فهو ابن للحزب الوطني، ومَن يريد أن يظل مؤشر التنمية في انخفاض فعليه أن ينتخب الحزب الوطني.
فكل هذه الكوارث وغيرها الكثير التي يعرفها المواطن المصري هي البرنامج الأساسي للحزب الوطني ليس في السنوات الخمس القادمة، ولكن سيظل هذا هو برنامجه ما دمنا منحناه أصواتنا بعدم الذهاب إلى صناديق الاقتراع وترك الساحة للبلطجية والمزوِّرين.
ويبقي في النهاية أن التغيير لن يأتي ونحن نتابع ما يجري لمصر على شاشات التلفاز، أو في صفحات الجرائد، ولذلك أقولها "لا تنتخبوا الحزب الوطني من أجل مستقبل أفضل لأبنائكم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق