اسلمى يا مصر إننى الفدا، وليخسأ الخاسئون، وليخرس المتخرصون، وليضعوا فى أفواههم صُرَماً قديمة، أولئك الذين يقولون إن شعبنا ليس مستعدا للانتفاض من أجل مستقبله، فها نحن أخيرا أصبح لدينا ضغط جماهيرى يزيح الفاشلين فى تحقيق الإنجازات من على كراسيهم، لكن بما أننا نكتفى بتغيير قائد متعثر فى كل قرن، لذلك سنكتفى فى هذا القرن بإزاحة القائد حسام البدرى، أما البقية فسنترك أمرهم لعوامل التعرية وللصديق العزيز عزرائيل.
إذا كان هناك شىء أريد أن أشكر عليه الكابتن حسام البدرى، فهو أنه جعلنا نشعر أخيرا كأهلاوية بمشاعر الزملكاوية، فنحمد الله على السنين التى عشناها فى نعيم مقيم من قبله. بالطبع عشنا كأهلاوية فترات انكسار وتعثر، وكنا دائما نستعين على تجاوزها بهزيمة الزمالك،
لكن لا أعتقد أننا عشنا فترة كهذه، استطعنا فيها أن نتقمص وجدانيا تعاسة الزملكاوية وبؤسهم، أقول لأصدقائى الذين ينفجرون من الغيظ وهم يشاهدون أداء فرقتنا التعبانة ـ الوصف الوحيد الذى يتم تداوله ويصلح للنشر ـ وأنا ألعب دور نبع الطاقة الإيجابية «بصوا للنُّص المليان من الكوباية. احمدوا ربنا إننا مش عايشين كده على طول.. هم يا دوبك سنتين اللى حسينا فيهم بالإحساس ده.. وآدينا عدينا السنة اللى فاتت بالدورى.. صحيح شكلنا مش هنعدى بيه السنة دى.. بس لو عدينا بس بفكرة إننا ما ينفعش نكمل العمر عايشين العيشة اللى بيعيشها الزملكاوية على طول.. يبقى ده أكبر إنجاز حصل فى تاريخنا».
صدقونى، ما عاشه الأهلى فى الفترة الماضية كان اختبارا لازما لأهلاوية الكثيرين، ليتضح أن بعضهم لم يكن يشجع الأهلى حباً فيه، بل لأنه الفريق الوحيد الذى يكسب عمال على بطال، أتحدث عن هؤلاء الذين لم يثبت حب الأهلى فى قلوبهم، فضبطنا بعضهم متلبسين بالتفكير فى تشجيع الإسماعيلى،
وبدأ بعضهم يراجع موقفه من التشجيع الكروى ويردد أفكاراً حول دورها فى تأخير عجلة التقدم فى مصر، لذلك بنى أهلى أقول لكم وبكل الصراحة التى عودتكم عليها إننا كنا محتاجين إلى هذه المحنة لكى ننقى صفوفنا من الطابور الخامس والمؤلفة قلوبهم والذين أحبوا الأهلى حب وراثة أو حب مهيصة، ليتاح لنا أخيرا أن نرتقى إلى تلك الدرجة الرفيعة من الإيمان التى يتحلى بها الزملكاوية، درجة الإيمان بالفشل، ونجرب ذلك المقام المحمود من الحب الزملكاوى، حب النادى الذى يجلب لنا التعاسة.
لا أريد أن أتحدث مجددا عن النُّص المليان من الكوباية، بعد أن كاد يتم كسر أكثر من كوباية على دماغى خلال مناقشات لم يستجب فيها المحبطون لمنطقى الذى يدعو للابتهاج بتلك الوعكة الأليمة التى تعرض لها الأهلى واستخلاص العبر والدروس منها، لكننى سأواصل دعوتكم إلى أن تتذكروا أننا أخيرا جربنا لذة أن تكون لنا إدارة نتوحد فى لعن سنسفيل قراراتها، حتى العام الماضى كان من الصعب أن تجد أهلاويا ينهال قدحا فى رئيس ناديه ومجلس إدارته،
ثم اتضح أن ممارسة ذلك أمر ممتع لأنه حررنا كأهلاوية من فكرة الانقياد الأعمى التى لم تكن تليق بنا. تذكروا أن الكثيرين منا عادوا لمتابعة الماتشات كاملة مكملة، بعد أن كنا نكتفى بمشاهدة إعادة الأهداف على أساس أن الأهلى كسبان كسبان، بل إن بعضنا أصبحت لديه القدرة على تجرع غتاتة الاستديوهات التحليلية من أجل البحث عن إجابة لذلك السؤال المرير «إحنا ليه اتوكسنا؟!».
وأخيراً ها نحن بدأنا نجرب ولو على استحياء فكرة النقد الذاتى، لى صديق كاد يقتلنى بعد ما كتبته منذ عام عندما أخذنا الدورى من الإسماعيلى ولم نكن نستحقه، منذ يومين سمعته يطلق نظرية فى مكاشفة الذات ترى أن سر ما جرى للأهلى من خيبة هو أنه تنازل عن وقاره ومبادئه فى موضوع جدو، وأن صالح سليم لو كان حياً لما كان قد سمح بتلك المسخرة التى جعلتنا نجيب لنفسنا الكلام من أجل لاعب لا يحترم كلمته، ثم ختم نظريته بمقولة غامضة تكشف عن مدى ارتباكه الوجدانى «ويارب نكون اتعلمنا إنه مش المهم إنك تاخد جدو.. المهم هتاخد إيه من جدو».
لكن مع هذا كله، من المهم أن نكون حذرين ونحن نتغير، لكى لا نفقد أشياء ثمينة من تلك التى يفقدها الناس فى أيام «العِزال»، دعنى لتوضيح الفكرة أذكرك بأننا مثلا أصبحنا عندما نرى الزملكاوية سعداء بإنجازات فريقهم الذى بعث فيه الروح المقاتل العنيد حسام حسن نقول لهم «إنتو ناسيين إن حسام أصلاً أهلاوى»، هذا المنطق فى التفكير لم يكن منطقا أهلاويا أبدا، فلا يوجد أهلاوية حتى ولو كانت قرعة تتباهى بشعر أختها أو بصلعة أخيها فى حالة حسام حسن، إنه منطق زملكاوى صريح، وتسلله إلى داخل «الخطاب الأهلاوى» يمثل خطرا داهما على الروح الأهلاوية التى لا نريد أن تغافلنا وتصعد إلى بارئها.
نسيت أقول حاجة مهمة: أهلى.. أهلى.. هوه هوه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق