الأربعاء، 18 أغسطس 2010

العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ!

العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ!


الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال (646- 710هـ/ 1248- 1311م) شاعر وُلد في الموصل، وتربَّى بها، وتلقى مبادئ العلوم؛ حيث كانت زاخرةً بالعلوم والعلماء، وبعد دخول المغول إلى الموصل سنة 660هـ تركها إلى مصر؛ حيث اتخذ حرفة الكحالة التي لقِّب بها.

واشتهر بخيال الظل الذي كتب له بابات كان يقوم بأدائها وهي مطبوعة.

وفي الأبيات التالية نراه يقدِّم معلوماتٍ بدهيةً كأنها حكم جليلة واكتشافات عظيمة!.

العيدُ عيدٌ والصيام صيامُ والشّهرُ شَهْرٌ كُلُّهُ أيّامُ

والفطرُ من بعْدِ الغروبِ مُحَلّلٌ لكَنّهُ بَعدَ الشُّروقِ حرامُ

وإذا دَنى وَقتُ السّحورِ فكُل إذا ما كانَ عنَدكَ للسّحورِ طعامُ

والشّمسُ تَطْلُعُ بالنّهارِ وإنّما ال ليلُ البَهيمُ إذا دنا الإظلامُ

وإذا رأيتَ الناسَ فوقَ رِحالهم هَجَعوا فإنّهُمُ كَذاكَ نيامُ

وإذا سَعَيْتَ إلى الصّلاة فإنّما ذاكَ المقدَّمُ في الصّلاةِ إمامُ

واعلَمْ بأنَّ الدَّسْتَ مَجلسُ سيِّدٍ يُرعى ومن فَرَشَ البساطَ غُلامُ

وكذا العبيدُ إذا اعتبرتَ فَمنهُمُ تلكَ الفحولُ ومنْهُمُ الخّدامُ

وإذا لَقيتَ مُخاطبًا بتحية عندَ اللقاء فإنَّ ذاكَ سلامُ

وَلَقَد يكونُ البُخُل ِشحًّا في الورى والمفضلونَ على الأنام كرامُ

ورأيتُ مجدَ الدينِ في بَذْلِ النّدى والجودِ والمعروفِ ليسَ يُلامُ

يَهَبُ الدَّراهِم كاللُّجَينِ كأنّما أشعارُ مادحهِ لَدّيهِ كَلامُ

وإذا أشارَ إلى الغُلامِ بِطَرفِهِ أعطِ الحكيمَ فذلكَ الإنعامُ

ومتى وَصَفنا بالسّحائبِ كفّهُ كَرَمًا وَجودًا فالسّحابُ غَمامُ

مُتَبَسِّمًا كفَتىً يَهشُّ طَلاقةً في ضحكهِ والضّاحِكُ البسّامُ

يأوي إليهِ البائسونُ وَكُلّهُمْ كالسّائلينَ لَهُمَ هُناكَ زِحامُ

في مَنْزلٍ كالبيتِ إلاَّ أنّه في أرضهِ عِوَضَ البلاط رُخامُ

ولهُ سِماطٌ كالخِوانِ إذا بَدا قُلنا عَلَيهِ في العشاءِ حسامُ

وَلَرُّبما الصّينيُّ كلُّ صحافهِ مِن غيرِ شَكٍّ والقدورُ بُرامُ

وَلَدَيهِ أَصحابٌ أخلاَّءٌ لهُ والواقِفونَ منَ العَبيدِ قِيامُ

بَلَدي الجزيرةُ والمواطنُ تُربةٌ لكنَّ أكثرَ أهلهِا أقوامُ

وبأرضِنا قومٌ إذا قالوا بِيا أنجا عَلمِنا أنّهم أعجامُ

وَرأيتُ أخوالي لأُمّي إخوةً لكنَّ إخوةَ والدي أعمامُ

هذا هُوَ الصِّدقُ الصريحُ وغيرُهُ فيهِ التّحرُّضُ والنِّظامُ نظامُ

ألغاز شعرية

لغز الأمس كان:

يبسم عن أول اسمه حبي ثم بثاني حروفه يسبي

ثم بحرفين لو بدا بهما أسدَى يدًا صورة اسمها تنبي

هذا وفيه اسم يومٍ اتفقت مفاخر العجم فيه والعرب

فأعمل الفكر في تأمله واركب به كل مركب صعب

الإجابة: اسم سعيد.

ما هو؟

وأسود عار أنحل البرد جسمه وما زال من أوصافه الحرصُ والمنعُ

وأعجب شيء كونه الدهر حارسًا وليس له عين وليس له سمعُ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق